ارتفاع استهلاك المخدرات لدى الطلاب التونسيين

المدارس التونسية فضاء تروج فيه المواد المخدرة.
الجمعة 2021/12/24
فئة يسهل استقطابها

تونس - كشفت نتائج المسح الوطني حول استهلاك المخدرات والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر الذي تم تقديمه بالعاصمة تونس أن طالبا على 5 طلاب تناول الكحول وواحدا على 10 آخرين تناول المخدرات قبل بلوغ سن الثالثة عشرة.

وأضاف المسح الذي شمل عينة من 6230 طالبا وطالبة (60 في المئة إناثا) أن نسبة 28 في المئة من التلاميذ اعتبروا أن النفاذ إلى التدخين متاح، في حين أقر 12 في المئة من التلاميذ بسهولة اقتناء حبوب المهدئات والمنومات دون وصفة طبية.

وخلص المسح إلى ارتفاع استهلاك المخدرات في أوساط الطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم 13 عاما.

وأقرت نسبة 40.03 في المئة من الطلاب المستجوبين من الذين لم يتجاوزوا الـ13 عاما بأنهم استهلكوا التدخين فيما ذكر 23 في المئة من ذات الفئة أنهم دخنوا الشيشة بينما استعمل 15 في المئة السيجارة الإلكترونية.

وبالنسبة إلى تعاطي المواد المخدرة أشار المسح إلى أن نسبة استهلاك حقن الهيروين قدرت بـ0.4 في المئة في أوساط التلاميذ إلى جانب تعاطي نسبة أخرى محدودة من مواد مخدرة أخرى كالكوكايين وحبوب الايكستازي.

وقالت هاجر بن عون الله السخيري المديرة العامة للمعهد الوطني للصحة إن مكافحة المخدرات تتطلب تضافر الجهود بين كل الأطراف المتدخلة في المجال، لافتة إلى أن إنجاز هذا المسح يهدف بالخصوص إلى اطلاع أصحاب القرار على واقع الوضع المرتبط بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر ومظاهر الإدمان التي تهدد الطفولة.

طالب على 5 طلاب تناول الكحول وواحد على 10 آخرين تناول المخدرات قبل بلوغ سن الـ13، وفق مسح وطني

ولفتت بن عون الله السخيري إلى أن المعهد الوطني للصحة يقوم بإنجاز المسح الوطني حول استهلاك المخدرات والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر مرة كل أربع سنوات، مبينة أن نتائج المسح الوطني المعلن عنها انطلق العمل على إعدادها خلال الفترة الممتدة من أبريل إلى يونيو 2021.

ونبهت إلى أن المسح أكد أن ترويج المواد المخدرة يتم داخل المحيط المدرسي وخارجه وهو ما خلصت إليه نتائج المسوحات السابقة بما يعنيه ذلك من مخاطر محدقة على أكثر من 3 ملايين تلميذ تونسي.

وكانت دراسة قامت بها وزارة التربية في شهر أبريل 2019 قد كشفت أن نسبة تعاطي المخدرات بالوسط المدرسي تبلغ 9.2 في المئة، مؤكدة أن 1.7 في المئة من جملة المتعاطين وصلوا إلى مرحلة الإدمان.

وأظهرت الدراسة التي شملت عينة مكونة من 12500 تلميذ بـ188 مؤسسة تربوية، أن 77 في المئة من التلاميذ الذين يتعاطون المخدرات بالوسط المدرسي ينتمون إلى الفئة العمرية 16 - 18 سنة، وأن 78 في المئة من المتعاطين هم من فئة الذكور، مشيرة إلى أن 90 في المئة من هؤلاء التلاميذ المتورطين ينتمون إلى أوساط اجتماعية متوسطة وميسورة.

ويتعرض 45 في المئة من المتعاطين إلى العنف اللفظي والمادي خاصة بالوسط المدرسي، حسب ذات الدراسة التي خلصت إلى أن 86.3 في المئة منهم تغيبوا عن الدراسة أكثر من مرة، كما أن 77.6 في المئة منهم لا يمارسون أي نشاط ثقافي أو رياضي خلال وقت فراغهم.

وكان بوزيد النصيري مدير عام الدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية قد بيّن أن الوزارة تسعى لتلافي الإشكاليات التي تجعل التلميذ عرضة للسلوكيات المحفوفة بالمخاطر في محيط المؤسسة التربوية، وذلك من خلال الحرص على ملء الساعات الجوفاء عبر تطوير الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية في الوسط المدرسي وإحداث مركبات ثقافية تربوية مدرسية.

وأطلقت منظمات في المجتمع المدني صيحات فزع لوقف هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد المؤسسات التربوية بشكل غير مسبوق.

كما دعا المتخصصون إلى وضع خطة وطنية لمكافحة الإدمان على المخدرات بين أطفال المدارس، خصوصا وأن النتائج التي كشفتها دراسة أعدّتها الجمعية التونسية لطب الإدمان، أشارت إلى أن نصف التلاميذ في تونس جربوا التدخين والمخدرات.

17