مفتي السعودية يهاجم مشروع قرار أممي يقر بالهوية الجنسية ويصف المثلية بـ"أبشع الجرائم"

ممارسة ضغوط على السعودية إزاء الكثير من "التابوهات" قد تنتهي بنتائج عكسية خصوصا وأن هناك العديد من القوى غير راضية على المسار الإصلاحي الذي تحقق.
الخميس 2021/12/23
تابوهات يستحيل كسرها

الرياض- أكد مفتي السعودية ورئيس هيئة العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ موقف المملكة الثابت تجاه تحفظها على نص قرار للأمم المتحدة حول الديمقراطية بسبب ما تضمنه من مصطلحات عن “الهوية والميول الجنسية غير المتفق عليها” والتي “تتعارض مع الهوية العربية والإسلامية التاريخية”.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن آل الشيخ قوله “إن جريمة الشذوذ الجنسي من أبشع الجرائم وأقبحها عند الله تعالى، فأصحاب هذه الجرائم ممقوتون عند الله، وموصوفون بالخزي والعار في الدنيا والآخرة”.

وتحفظت السعودية قبل أيام على مشروع قرار أممي حول دور “الأمم المتحدة في تشجيع إرساء الديمقراطية وزيادة إجراء انتخابات دورية ونزيهة”، لما تضمنه من فقرات اعتبرتها مسقطة، وتتحدث عن “الميول والهوية الجنسية”.

عبدالله بن يحيى المعلمي: الديمقراطية لا تستوجب من أحد أن يسأل عن الهوية الجنسية لمن يمارس التصويت

وانتقد المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي في معرض رده على القرار ما أسماه بمحاولات بعض الدول اتباع نهج غير ديمقراطي في فرض قيم ومفاهيم مختلفة على المملكة، مشددا على أن هذا الأمر يتنافى والقانون الدولي الذي ينص على احترام سيادة الدول.

وكشف المعلمي بأن “السعودية وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة حاولت التفاوض على نص القرار المطروح وإلغاء الإشارات إلى الهوية والميول الجنسية باعتبارها فقرة طارئة ولم يتم الاتفاق عليها في قرارات سابقة، وهي فقرة دخيلة على سياق القرار وليس لها مكان منطقي فيه، فالديمقراطية لا تستوجب من أحد أن يسأل عن الهوية الجنسية لمن يمارس التصويت، ولا علاقة لهذا الموضوع إطلاقا بمفهوم الديمقراطية ومعانيها، ولكن مع الأسف لم نجد استجابة منطقية لمحاولاتنا حول هذا الموضوع”.

وتجرم السعودية كما غيرها من الدول الخليجية المثلية الجنسية، من منطلق تعارضها والشريعة الإسلامية، وقد يصل الأمر حد معاقبة الأشخاص المثليين بالإعدام، وإن كانت معظم دول المنطقة تتحاشى هذا الإجراء.

وأقدمت السعودية على مدار السنوات الماضية على خطوات إصلاحية هامة جدا من قبيل تعزيز حرية المرأة ومنحها جزءا من حقوقها، وفتح المجال الفني، لكنه لا يزال هناك الكثير من “التابوهات” التي لا يستطيع قادة السعودية تجاوزها أو كسرها على الأقل على المدى المنظور بالنظر إلى طبيعة المجتمع السعودي المحافظة.

ويرى مراقبون أن ممارسة ضغوط على المملكة إزاء تلك “التابوهات” حاليا قد تنتهي بنتائج عكسية، خصوصا وأن هناك العديد من القوى غير راضية على المسار الإصلاحي الذي تحقق وهي لن تتوانى عن تشويهه.

وقال مفتي السعودية “لقد ابتلي العالم بأسره في هذا الزمن بجرأة ماجنة، ودعاوى باطلة، وشعارات فاسدة، وانحراف مقيت، يراد منه تجريد الإنسان من إنسانيته، ومن أرقى خصائصه التي أكرمه الله بها، وفضّله بها على كثير ممن خلق تفضيلا”.

وشدد آل الشيخ على أن بلاده لها موقف حازم “تجاه هذه الدعاوى الباطلة والشعارات المشينة”، معتبرا “أن حقوق الإنسان عامة، وما فيها من معاني الخير والرحمة والعدل والصلاح، هي في شرع الله أولا وآخرا، لا في الأهواء المنحرفة المورثة للفساد في الأرض”.

3