نقص التمويل يهدد الملايين من اليمنيين بالمجاعة

تخذير أممي من "نفاد الأموال" لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية للفئات الأكثر ضعفا في اليمن حيث يحتاج إلى 813 مليون دولار من التعهدات الدولية.
الخميس 2021/12/23
المجاعة تهدد الملايين من اليمنيين

صنعاء- أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء عن اضطراره إلى تقديم حصص غذائية مخفضة لثمانية ملايين شخص في اليمن ابتداء من شهر يناير المقبل بسبب نقص التمويل، بينما يواجه البلد الفقير الغارق في الحرب خطر مجاعة كبرى.

وحذّر البرنامج في بيان من “نفاد الأموال” لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية التي يمنحها لـ13 مليون شخص، مضيفا أنه “اعتبارًا من شهر يناير، سيحصل ثمانية ملايين شخص على حصص غذائية مخفّضة، بينما الخمسة ملايين شخص المعرضين لخطر الانزلاق في ظروف شبيهة بالمجاعة، سيظلون يحصلون على حصص كاملة”.

وأوضح “ستحصل الأسر بالكاد على نصف الحد الأدنى اليومي من الحصص الغذائية”، محذرا من أنه “إذا لم يتوفر تمويل جديد” فقد يؤدي ذلك “إلى حرمان الناس من برامج المساعدات الغذائية”.

ويشهد اليمن منذ منتصف 2014 نزاعا مسلّحا بين السلطة المعترف بها دوليا والمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

كورين فليشر: المزيد من الأشخاص سينضمون إلى الملايين المعرضين للتضور جوعا

وتسبّبت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة حيث يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة في بلد يعتمد فيه 80 في المئة من السكان وعددهم نحو 30 مليونا على المساعدات، إلى جانب مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من السكان عن منازلهم نحو مخيمات مؤقتة.

وقالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كورين فليشر “في كل مرة نقوم فيها بتقليل كمية الغذاء، نعلم أن المزيد من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الجوع وانعدام الأمن الغذائي سينضمّون إلى صفوف الملايين من المعرضين إلى التضور جوعاً”.

وتابعت “لكن الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ تدابير صعبة، فمع محدودية الموارد المتاحة، يتعين علينا إعطاء الأولوية لأولئك الذين هم في أشد الحالات خطورة”.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 813 مليون دولار لمواصلة مساعدة الفئات الأكثر ضعفًا في اليمن حتى شهر مايو. وفي كامل عام 2022 سيحتاج البرنامج إلى 1.97 مليار دولار لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الحيوية للأسر التي تواجه المجاعة.

وسبق وأن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مارس الماضي من “حكم بالإعدام” على اليمنيين بعدما جمع مؤتمر للمانحين الدوليين أقل من نصف ما يحتاجه البلد الغارق بالحرب لتجنّب حدوث مجاعة.

وكانت المنظمة الأممية ناشدت الدول المانحة التبرع بسخاء لجمع مبلغ 3.85 مليارات دولار لتمويل عمليات الإغاثة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لكنّ مجموع التعهدات بلغ في النهاية نحو 1.7 مليار دولار.

وشكّلت التعهدات تراجعا عن العام الماضي حين بلغ مجموع المساعدات التي تلقّتها الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن 1.9 مليار دولار في ظل أزمة فايروس كورونا، وأقل بنحو مليار دولار عن العام 2019.

ويأتي قرار برنامج الأغذية تقليل المساعدات في وقت لا تزال المعارك تدور في العديد من  المناطق في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، وخصوصا في محيط مدينة مأرب في الشمال.

3