آمال بانفراج الأزمة السورية مع انطلاق جولة جديدة من مفاوضات أستانة

مفاوضات جديدة بدأت وفق صيغة أستانة قبل خمس سنوات لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وتشارك فيها إيران وروسيا وتركيا.
الأربعاء 2021/12/22
آمال بانفراج الأزمة في ظل التغييرات السياسية

نور سلطان- عادت عجلة اجتماعات أستانة حول سوريا إلى الدوران مجددا بعد توقف دام أشهرا مع انعقاد الجولة السابعة عشرة الثلاثاء بين الدول الضامنة وطرفي الصراع السوريين لمناقشة أوضاع التهدئة الميدانية ووحدة الأراضي السورية واللجنة الدستورية، وسط آمال بانفراجة في ظل التغييرات السياسية والتحولات في الموازين وتغير توجهات القوى الدولية المؤثرة.

ويشارك في الاجتماع الرفيع الذي يستمر يومين ممثلو الدول الضامنة وهي تركيا وروسيا وإيران، ووفدا النظام والمعارضة السورية، إضافة إلى المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون ووفود الدول المشاركة بصفة مراقب، وهي لبنان والعراق والأردن، وممثلي المنظمات الدولية.

وتأتي الجولة الجديدة التي تستضيفها نور سلطان عاصمة كازاخستان لمناقشة أجندة ذات مضامين متنوعة قالت عنها المعارضة السورية إنها تشمل “التهدئة الميدانية، وملف وحدة الأراضي السورية، ومصير اللجنة الدستورية التي لم تحقق أي تقدم باجتماعاتها في جنيف”.

◄ تبدو المعارضة اليوم أضعف من أي وقت مضى، مع تراجع وتيرة الدعم الغربي لها، بعدما بات وجودها على الأرض يقتصر على فصائل مقاتلة تدعمها أنقرة

وقال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المشارك في الاجتماعات أيمن العاسمي إنّ “مسار أستانة برمته بعد 16 جلسة لم نشهد فيه نتائج ملموسة واضحة، وكان النظام يرتكب جرائم في مناطق المعارضة”.

وأضاف “لو كان هناك ضغط عليه لكان أوقف القصف قبل الجلسات وخلالها وما بعدها، ولا نعرف حتى الآن إن كانت هناك نتائج أفضل من السابق، ولكن من المعطيات الموجودة لا يمكن أن يكون هناك شيء للتعويل عليه”.

ولفت إلى أنّ “ما أنجزه المسار، وهو اللجنة الدستورية، لا نتائج له حتى الآن، وكله تسويف من النظام، النقطة الأساسية التي أنجزها هذا المسار لم تشكل فارقاً في الحل”.

واعتبر أنّ “الأجندة واضحة، قضية التهدئة وهي الأساسية، والخروقات من قبل النظام والميليشيات الإيرانية الداعمة له وروسيا التي توفر أسلحة نوعية (…) وتقوم بتحديد الإحداثيات، والقصف من قبل الميليشيات الإيرانية على الأرض”.

وبدأت المحادثات وفق صيغة أستانة قبل خمس سنوات لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتشارك فيها إيران وروسيا وتركيا.

وحتى الآن عُقدت 16 جولة من محادثات أستانة، كانت آخرها في منتصف شهر يوليو الماضي في العاصمة الكازاخية نور سلطان.

وتناولت محادثات أستانة عدة قضايا من بينها الأوضاع في سوريا وأداء اللجنة الدستورية السورية في جنيف والمساعدات الدولية وبعض الإجراءات مثل تبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن والبحث عن المفقودين.

وأكد البيان الختامي للجولة الـ16 من محادثات أستانة أهمية عقدِ اجتماع للجنة الدستورية السورية في جنيف ورفض العقوبات على سوريا، وشدد البيان على ضرورة زيادة المساعدات دون تسييس.

أيمن العاسمي: مسار أستانة برمته لم نشهد فيه نتائج ملموسة واضحة

ويقول مراقبون إن هناك تغييرات إقليمية ودولية تشهدها الساحة السياسية على مدار الأشهر الماضية قد تحدث تحولات في الملف السوري وتنبئ ببداية انفراجة للأزمة الراهنة.

ويشير هؤلاء إلى أن أبرز التغييرات كانت نتائج زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى دمشق وحديثه عن إمكانية طرح مقاربات جديدة تتيح إحراز تقدم في العملية السياسية بعد محادثات أجراها مع دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة.

وتبدو المعارضة اليوم أضعف من أي وقت مضى، مع تراجع وتيرة الدعم الغربي لها، بعدما بات وجودها على الأرض يقتصر على فصائل مقاتلة تدعمها أنقرة في شمال البلاد وشمال غربها، وهي مناطق تخضع لاتفاقات أميركية – روسية.

وأكد المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، خلال لقائه الوفد التركي الذي يرأسه رئيس قسم سوريا في الخارجية التركية السفير سلجوق أونال، أنّ “جميع الأطراف معنية باستقرار الوضع في سوريا. لذلك تتحدث الدول الضامنة لعملية أستانة (إيران وروسيا وتركيا) عن التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها”، مضيفاً “لكن كما نرى، هناك صعوبات في هذا المسار، ويجب تجاوزها”.

والثلاثاء اتهم المبعوث الروسي أنقرة بأنها “لم تنفذ كل الالتزامات”، مضيفاً “لكننا نرى لديهم (المسؤولين الأتراك) رغبة حثيثة في تسهيل هذه العملية”.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) إنّ رئيس وفد النظام السوري معاون وزير الخارجيّة والمغتربين أيمن سوسان شدد خلال لقائه الوفد الروسي على “أهمية ممارسة أقصى الضغوط على النظام التركي لإرغامه على تطبيق مخرجات عملية أستانة والتفاهمات مع الجانب الروسي ووضع حد للوجود التركي في سوريا”.

2