ماكرون يعدّ للقمة الأوروبية – الأفريقية مع رئيسي رواندا والسنغال

باريس - بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيسي رواندا والسنغال الاستعدادات للقمة الأوروبية – الأفريقية العام المقبل في بروكسل في مسعى لتعزيز موقع باريس في العمق الأفريقي ودعم مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في القارة السمراء.
وقال بيان للإليزيه إن الرئيس ماكرون تحدث مع نظيريه الرواندي بول كاغامي والسنغالي ماكي سال للتحضير لقمة الاتحادين الأوروبي والأفريقي يومي السابع عشر والثامن عشر من فبراير القادم في بروكسل، وهي إحدى أهم نقاط برنامج الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الإليزيه أن الرئيسين السنغالي والرواندي يمثلان بالنسبة إلى باريس “محاورين رئيسيين في التحضير لهذه القمة” لأن السنغال ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي للفترة 2022 – 2023، بينما يترأس بول كاغامي منذ فترة طويلة مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا “نيباد”.
وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى مشاركة كاغامي وسال في اجتماع في بروكسل تحضيرا للقمة التي تهدف إلى “تجديد معمق للشراكة بين القارتين لصالح الاستقرار والازدهار”.
وتناول ماكرون أزمة كوفيد – 19 مع بول كاغامي في قصر الإليزيه، فيما كان ماكي سال مشاركا عبر الهاتف.
وتم التنويه بـ”تكثيف هبات اللقاح الفرنسية إلى أفريقيا والذي أتاح تقديم 485 ألف جرعة إلى السنغال و960 ألفا إلى رواندا”.
الإليزيه أوضح أن الرئيسين السنغالي ماكي سال والرواندي بول كاغامي يمثلان بالنسبة إلى باريس محاورين رئيسيين في التحضير لهذه القمة
ولفت الإليزيه إلى أنه “بعد أن شاركت بالفعل 75.6 مليون جرعة هذا العام، التزمت فرنسا بتقديم 120 مليون جرعة بحلول منتصف عام 2022″، مشددا على ضرورة “تسريع حملات التطعيم في كل الدول الأفريقية”.
كما ناقش الرئيس الفرنسي الذي ألغى زيارة إلى مالي كانت مقررة الإثنين والثلاثاء، مع نظيره الرواندي قضايا الأمن الإقليمي ولاسيما في موزمبيق حيث تنشط جماعات إرهابية وفي أفريقيا الوسطى حيث تواجه جماعات متمردة الجيش.
وتريد باريس الآن تركيز مهمتها على تدريب الجيوش المحلية على أمل أن تتولى ضمان أمن أراضيها.
وبعد تواجد في منطقة الساحل لتسع سنوات، تعهدت فرنسا في يونيو الماضي بإعادة تنظيم تواجد قواتها العسكرية من خلال ترك ثلاث من قواعدها في شمال مالي (تيساليت وكيدال وتمبكتو) لإعادة الانتشار حول غاو وميناكا عند تخوم النيجر وبوركينا فاسو.
وتنص هذه الخطة على خفض عدد القوات من خمسة آلاف حاليا إلى 2500 أو ثلاثة آلاف بحلول عام 2023.
وسبق أن أشاد رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي بمبادرة الرئيس ماكرون تجاه القارة الأفريقية والتي دشنها خلال مؤتمر “تمويل الاقتصادات الأفريقية” الذي عقد بباريس بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات ثلاثين دولة أفريقية وأوروبية، فضلا عن مديري مؤسسات التمويل الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين والاتحاد الأوروبى ومنظمة التجارة العالمية.
وقال تشيسيكيدي خلال قمة تمويل الاقتصادات الأفريقية إن “القمة التي دعا إليها الرئيس ماكرون لدعم الاقتصادات الأفريقية تعد فرصة عظيمة، حيث أنها تهدف إلى جمع المساعدات المالية لإنقاذ أفريقيا ومواجهة التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا”.

وأفاد رئيس توغو فور غناسينغبي أن بلاده نجحت فى تأمين حزمة من المساعدات المالية من صندوق النقد الدولي بقيمة 240 مليون دولار.
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر من أن القارة الأفريقية ستواجه عجزا ماليا يقدر بنحو 290 مليار دولار بحلول عام 2023 وهو ما يهدد جهود التنمية، منوّها إلى أن النمو في القارة الإفريقية يعزز الاستقرار في القارة الأوروبية.
وفي مايو الماضي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى رواندا إنه “جاء للاعتراف بمسؤولية فرنسا في المجازر التي ارتكبت في عام 1994″، مضيفا أن “فرنسا فضلت الصمت على النظر إلى الحقيقة والاعتراف بها، لكنها لم تكن متواطئة”.
وكان نيكولا ساركوزي أول رئيس فرنسي يزور كيغالي بعد توتر العلاقات بين البلدين عام 2006 على خلفية الإبادة الجماعية سنة 1994.
ويراهن ماكرون على ترؤسه للاتحاد الأوروبي، وتحدث في عدة مناسبات عن الأهمية التي يوليها لهذه الرئاسة نصف السنوية التي ستتزامن مع حملات الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل المقبل، ثم تأتي الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو.
ويسعى ماكرون لتعزيز السيادة الأوروبية ولاسيما من خلال الاستقلالية العسكرية وإصلاح اتفاقيات “شنغن” والدفع قدما بـ”حزمة المناخ” عبر فرض ضرائب على الكربون وإعادة بناء معاهدة سلام وصداقة مع أفريقيا برعاية الاتحاد الأوروبي.