ربع سكان الصومال مهددون بالجوع بسبب الجفاف

نيروبي- حذرت الأمم المتحدة من آثار الجفاف وتراجع هطول الأمطار لثلاثة مواسم متتالية مع احتمال تسجيل موسم رابع في الصومال، ما يهدد ربع سكانه بخطر الجوع، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة غير المسبوقة بالبلاد.
وتتوقع الأمم المتحدة في بيان لها أن تزداد الأزمة سوءا مع احتياج 4.6 مليون شخص إلى مساعدات غذائية بحلول مايو 2022، حيث تشهد البلاد شحا في الأمطار لثلاثة مواسم متتالية، الأمر الذي لم يحدث منذ ثلاثين عاما.
ودفع نقص الغذاء والمياه والمراعي بالفعل 169 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم، وقد يصل العدد إلى 1.4 مليون في غضون ستة أشهر. ونقلت وكالة فرانس براس عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد آدم عبدالمولى قوله “قد نواجه كارثة غير مسبوقة”، وتوقع تعرض ثلاثمئة ألف طفل دون سن الخامسة لسوء تغذية حاد في الأشهر المقبلة.
◄ منظمات إنسانية تحذر من مغبة حدوث مجاعة مماثلة للأزمة التي حدثت عام 2011 بسبب اتساع رقعة الجفاف في مناطق الحدود الصومالية – الكينية
وأضاف “سيقضون إذا لم نساعدهم بسرعة”، فيما ناشدت الأمم المتحدة تقديم تبرعات بقيمة 1.5 مليار دولار لتمويل الاستجابة للأزمة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 7.7 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان الصومال (15.9 مليون نسمة)، سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية في العام 2022، أي بزيادة نسبتها 30 في المئة في عام واحد.
ويرزح ما لا يقل عن سبعة من كل عشرة صوماليين تحت خط الفقر، فيما أدى شح الأمطار إلى تعطيل المحاصيل بشدة وأثر أيضا على المجتمعات التي تعتمد على تربية المواشي، فضلا عن ارتفاع نسبة التضخّم.
وقالت وزيرة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث الصومالية خديجة ديري “الخطر كبير لدرجة أنه دون مساعدات إنسانية فورية سيموت أطفال ونساء ورجال جوعا في الصومال”.
وفي نوفمبر الماضي أعلنت الحكومة الصومالية الجفاف حالة طوارئ إنسانية. ويخشى أن يؤدي الشح في المياه والغذاء إلى نشوب نزاع بين المجتمعات المحلية للحصول على الموارد.
ويعزو الخبراء ارتفاع حدة الظواهر الجوية إلى تغير المناخ. وتشهد عدة مناطق في جنوب ووسط الصومال موجة من الجفاف والقحط الشديدين، مما أثر سلبا على حياة السكان.
وقال يوسف أحمد هغر دبغيد نائب رئيس محافظة هيرشبيلي (جنوب غربي الصومال) “إن نقص المياه والمؤن الغذائية أدى إلى تهجير عدد من السكان في محافظة هيران إلى المدن بحثا عن لقمة العيش والحياة”، مضيفا في تصريح إعلامي أن “انخفاض منسوب مياه نهر شبيلي جعل الوضع متفاقما جدا”.
كما دعا الحكومة الفدرالية والجهات المانحة إلى تقديم المساعدة الفورية إلى أولئك المنكوبين جراء المجاعة الشديدة.

آدم عبدالمولى: ثلاثمئة ألف طفل سيقضون إذا لم نساعدهم بسرعة
وسبق أن أعلن محمد حسين روبلي رئيس الوزراء الصومالي حالة الطوارئ في البلاد بسبب الجفاف الذي ضرب بعض المناطق، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لنجدة الشعب الصومالي. ولقي ستّة أشخاص مصرعهم مؤخرا جراء الجفاف في إقليم مدغ بوسط البلاد.
وشدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على أنه “حتى السابع عشر من ديسمبر الحالي تضرر أكثر من 3.2 مليون شخص في ست وستين من أربع وسبعين مقاطعة بالبلاد من الجفاف، منهم 169 ألفا شردوا بحثا عن الماء والغذاء والمراعي”، مضيفا أن “للجفاف تأثيرا مدمرا بالفعل على حياة الصوماليين”.
ويمثل المتضررون ما يزيد قليلا عن 21 في المئة من سكان الصومال. وكشف روبلي الثلاثاء، خلال اجتماع وزاري طارئ في العاصمة مقديشو، عن أزمة إنسانية حادة تواجهها مناطق جنوب البلاد، بعد استعراض تقرير لجنة حكومية لتقصي الحقائق حول أزمة الجفاف التي تضرب المناطق الحدودية مع كينيا.
ودعا روبلي الشعب الصومالي إلى المساهمة في إيصال مساعدات عاجلة للمتضررين من الجفاف، مطالبا أصدقاء الصومال والمجتمع الدولي والصوماليين في المهجر بالإسراع بتقديم إغاثة عاجلة للحد من تداعيات الأزمة.
وأوردت وسائل إعلام محلية تفاصيل حول نزوح الكثير من سكان القرى والبلدات الحدودية نحو مدينة طوبلي، والتي أقيمت فيها معسكرات نزوح مؤقتة، فيما يواصل بقية الأهالي دفن جيف الماشية التي هلكت بسبب ندرة المياه وتلف المراعي نتيجة الجفاف.
وحذرت منظمات إنسانية محلية ودولية من مغبة حدوث مجاعة مماثلة للأزمة التي حدثت عام 2011 بسبب اتساع رقعة الجفاف في مناطق الحدود الصومالية – الكينية، حيث تراجع هطول الأمطار هذا العام، ما جعل رعاة الماشية يواجهون أزمة إنسانية كبيرة بعد نفوق القطعان.