حمدوك يحذر من انزلاق السودان نحو الهاوية

رئيس الوزراء السوداني يدعو إلى التوافق على ميثاق سياسي لحماية مستقبل البلاد، وذلك عشية مظاهرات مرتقبة بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للانتفاضة الشعبية.
الأحد 2021/12/19
حمدوك: وحدة السودان وأمنها في خطر

الخرطوم - قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك السبت إن استقرار البلاد ووحدتها في خطر، ودعا إلى "التوافق على ميثاق سياسي" لحماية مستقبلها، في حين دعت قوى سياسية إلى مظاهرات حاشدة الأحد في عدة مناطق بالبلاد.

وكان حمدوك يتحدث قبل يوم على احتجاجات أخرى مقررة على الانقلاب الذي نفذه القادة العسكريون في الخامس والعشرين من أكتوبر، وعلى الاتفاق الذي أعلنوه في الحادي والعشرين من نوفمبر لإعادة حمدوك الذي كان قيد الإقامة الجبرية إلى منصبه.

وتصادف مظاهرات الأحد المزمعة الذكرى السنوية الثالثة للاحتجاجات التي كانت بداية لانتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.

وقال حمدوك "نواجه اليوم تراجعا كبيرا في مسيرة ثورتنا، يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنا ولا ثورة".

وعن الاتفاق السياسي مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أكد رئيس الوزراء السوداني "توقيعي على الاتفاق السياسي جاء عن قناعة تامة مني بأنه سيؤدي إلى حقن الدماء".

وأشار إلى أنه سعى من خلال توقيع الاتفاق السياسي إلى وقف عمليات الاعتقال السياسي وإطلاق سراح المعتقلين.

وأنهى انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الشراكة التي تأسست بين القادة العسكريين والأحزاب السياسية المدنية بعد الإطاحة بالبشير. ورفضت تلك الأحزاب ولجان المقاومة في الأحياء التي نظمت عدة احتجاجات جماهيرية الحوار والشراكة مع الجيش.

ويواجه اتفاق إعادة حمدوك معارضة من المتظاهرين الذين رأوه في السابق رمزا لمقاومة الحكم العسكري، ونددوا بالاتفاق باعتباره خيانة.

واعترف حمدوك بفشل محاولات الوساطة السابقة، لكنه دعا إلى "التوافق على ميثاق سياسي".

وقال "مبلغ الأسف أن هذه المبادرات جميعها قد تعثرت بفعل التمترس وراء المواقف والرؤى المتباينة للقوى المختلفة".

وأضاف حمدوك "أود في هذه السانحة أن أجدد دعوتي لكافة قوى الثورة وكل المؤمنين بالتحول المدني الديمقراطي، إلى ضرورة التوافق على ميثاق سياسي يعالج نواقص الماضي وينجز ما تبقى من أهداف الثورة".

ومن المنتظر أن تشهد مناطق مختلفة من البلاد الأحد مظاهرات للمطالبة بإنهاء سيطرة الجيش على السلطة وإقامة دولة مدنية.

وأعلنت السلطات السودانية إغلاق معظم جسور العاصمة الخرطوم اعتبارا من منتصف ليل السبت.

ونقل التلفزيون الرسمي عن لجنة أمن ولاية الخرطوم إعلانها إغلاق معظم الجسور بالولاية (عددها الإجمالي 10) اعتبارا من منتصف ليل السبت. واستثنى قرار الإغلاق جسري الحلفايا وسوبا في ضواحي المدينة، بحسب المصدر ذاته.

وكانت "لجان المقاومة" و"تجمع المهنيين" وقوى سياسية أخرى، دعت إلى مظاهرات حاشدة الأحد بالخرطوم ومدن البلاد، رفضا للاتفاق السياسي الموقع بين حمدوك والبرهان.

وجاءت الدعوة عشية ذكرى ثورة التاسع عشر من ديسمبر 2018، حين اندلعت احتجاجات عمّت المدن والأحياء في أرجاء السودان، حتى عزلت قيادة الجيش رئيس البلاد عمر البشير في الحادي عشر من أبريل 2019.

وحث رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس قوات الأمن السودانية على احترام الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.

وقال المبعوث الأممي في تصريح صحافي السبت "عشية ذكرى ثورة ديسمبر 2018 أتوجه بالتهنئة للشعب السوداني، لما أظهره من شجاعة وما بذله من تضحيات لتحقيق تطلعاته نحو الديمقراطية".