كردستان العراق يواجه سيولا كارثية في ظل بنية تحتية متهالكة

أربيل - لقي أحد عشر شخصا مصرعهم في فيضانات نجمت عن أمطار غزيرة ضربت أربيل في إقليم كردستان بشمال العراق الجمعة، فيما حذّرت السلطات من احتمال حدوث فيضانات إضافية.
ويشهد إقليم كردستان في السنوات الأخيرة تقلبات مناخية قاسية، في ظل بنية تحتية متهالكة تسمح بتشكل البرك والسيول. وتعيد الفيضانات الحالية التذكير بسيول عام 2018 التي أدت إلى مقتل عدة أشخاص ونزوح الآلاف من ديارهم، فضلا عن أضرار مادية فادحة.
وقال قائمقام مركز أربيل نبز عبدالحميد “ارتفعت حصيلة الضحايا بعدما عثر الدفاع المدني على جثث ثلاثة أشخاص كانوا مفقودين، بينهم شخص فلبيني الجنسية وآخر تركي، جرفتهم المياه” إثر الفيضانات التي ضربت ضواحي جنوب شرق المدينة، عاصمة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وأفاد محافظ أربيل أوميد خوشناو في وقت سابق بأن “الفيضانات التي بدأت عند الساعة الرابعة فجرا (01:00 ت.غ) تسببت في حصيلة أولية في مقتل 8 أشخاص، بينهم نساء وأطفال”، موضحا أن السيول تركزت في أحياء شعبية واقعة في ضواحي جنوب شرق أربيل، وسبّبت كذلك “أضرارا مادية كبيرة”.
وأضاف أن “أربعة عناصر من الدفاع المدني أصيبوا بجروح بعدما جرفت المياه سيارتهم” أثناء محاولتهم إنقاذ مواطنين. وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت جرفت العديد من الشاحنات والسيارات، فيما تشكلت برك موحلة في ضواحي المدينة.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في أربيل سركوت كراش إن أحد القتلى “قضى جراء البرق، والآخرين قضوا غرقا في بيوتهم”. وتحدّث عن “مفقودين لا يزال البحث جاريا عنهم، لذلك قد يكون عدد الضحايا مرجحا بالارتفاع”. وأضاف أن “هناك مواطنين اضطروا إلى ترك بيوتهم، حيث الأضرار المادية كبيرة جدا”.

عون ذياب: السيول في أربيل إيجابية على الرغم من أضرارها
وحذّر المحافظ في بيان السكان من مغادرة منازلهم. وقال “نطالب المواطنين، إذا لم يكن هناك عمل ضروري، ألّا يخرجوا من منازلهم وخارج مدينة أربيل، إذ يتوقع هطول أمطار إضافية وتوجد مخاوف من حصول فيضانات بمركز المدينة وأطرافها”.
وأعرب رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في بيان عن أسفه “لوفاة عدد من المواطنين، نتيجة السيول والفيضانات التي تشكلت بفعل الأمطار الغزيرة في بعض القرى والمناطق في مدينة أربيل، وتسببت في خسائر مادية كبيرة”.
وحذّر المتحدث باسم دائرة الأنواء الجوية في الحكومة الاتحادية في بغداد عامر الجابري الخميس من “منخفض جوي سيؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في الأقسام الشرقية من المنطقة الشمالية (كردستان)، وستكون هناك عواصف رعدية وسيول بسبب ارتفاع نسبة تساقط الأمطار (خصوصا) في أربيل”.
وكما يقال “ربّ ضارة نافعة”، فقد أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية الجمعة أن السيول التي حدثت في محافظة أربيل سوف ترفد السدود بكميات كبيرة من المياه.
وقال مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب إن “السيول التي حدثت في محافظة أربيل ستكون إيجابية، على الرغم من الأضرار التي حدثت في المحافظة”، مشيرا إلى أن “هذه السيول ستتجه إلى نهر الزاب الأعلى الذي يرفد نهر دجلة بكميات كبيرة من المياه، وبالتالي يمكن خزن هذه المياه في بحيرة الثرثار”.
ويعاني العراق مؤخرا من ظواهر مناخية متطرفة جراء تداعيات التغيّر المناخي الذي بات السبب الرئيسي للجفاف. وأصبح العراق البلد الخامس في العالم الأكثر تأثرا بالتغير المناخي وفق الأمم المتحدة.
ويحذّر الخبراء من أن التغيّر المناخي يعزز الظواهر الجوية الخطيرة، ومن بينها الجفاف وتكرار العواصف الرعدية بوتيرة أعلى، وهذا من شأنه أن ينعكس سلبا على المجتمعات.
وأشارت دراسة نشرت الخميس لمنظمة “المجلس النرويجي للاجئين” إلى أن أسرة عراقية من اثنتين تحتاج إلى مساعدة غذائية في المناطق المتضررة من الجفاف في العراق، فضلاَ عن أن هذه “الظروف القصوى” ترغم العديد على النزوح.