الأيادي الناعمة للصين تتسلل إلى العراق بالاستثمار في البنية التعليمية

بغداد نقطة ربط أساسية لمشروع طريق الحرير الصيني لتوسعة نفوذها.
الجمعة 2021/12/17
الصين تسلل وتفرض عقودها في الدول النامية

بغداد - وقع العراق والصين الخميس 15 عقدا لبناء ألف مدرسة جديدة في العراق، في خطوة تعكس مدى اهتمام بكين بالاستثمار في البنية التحتية العراقية.

وتراهن الصين على القوة الناعمة كسياسة للتسلل وفرض نفوذها في الدول النامية، وللعراق أهمية خاصة بالنسبة إلى بكين حيث يشكل هذا البلد العربي نقطة ربط أساسية لمشروع طريق الحرير.

وذكر بيان للحكومة العراقية أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي رعى توقيع 15 عقدا مع الجانب الصيني لبناء ألف مدرسة في مختلف أنحاء العراق ضمن اتفاقية إطار التعاون بين الحكومتين العراقية والصينية.

وأوضح البيان أن هذه المدارس ستشيد من قبل شركة “باور تشاينا” بواقع 679 مبنى، وشركة “سينو تيك” بواقع 321 مبنى. وأشار البيان إلى أن إبرام العقود يأتي ضمن اتفاقية إطار للتعاون بين الحكومتين العراقية والصينية.

وكان العراق والصين وقعا في التاسع عشر من أكتوبر 2019 اتفاقية متعددة الجوانب في ختام مباحثات بين وفدين في بكين، برئاسة عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي آنذاك، ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ.

وتتضمن الاتفاقية مبادلة عائدات النفط بتنفيذ مشاريع في العراق، عبر فتح حساب ائتماني في أحد البنوك الصينية، لإيداع عائدات النفط البالغة 100 ألف برميل يوميا من أجل صرفها للشركات الصينية التي تنفذ تلك المشاريع.

وتمتد الاتفاقية لعشرين عاما، وتركز على مشاريع البنى التحتية مثل المدارس والمستشفيات والطرق والكهرباء والصرف الصحي، ويتم تحديدها من خلال وزارة التخطيط، بالتنسيق مع مجلس الوزراء.

ويشهد النظام التربوي في العراق وضعا مأساويا جراء الحروب وغياب إرادة سياسية للنهوض به، وجاءت جائحة كورونا لتعمق الأزمة.

وتقول منظمة “يونيسيف” إن عقودا من الصراعات وغياب الاستثمارات في العراق “دمرت نظامه التعليمي الذي كان يعد في ما مضى أفضل نظام تعليمي في المنطقة، وأعاقت بشدة وصول الأطفال إلى التعليم الجيد، حيث أن هناك اليوم ما يقرب من 3.2 مليون طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدرسة”.

وتضيف المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن “الصراعات أضعفت قدرة الحكومة العراقية على تقديم خدمات تعليمية جيدة للجميع، وأدى العنف والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والنزوح الجماعي للأطفال والأسر إلى تعطيل تقديم الخدمات التعليمية”.

ووفق تصريحات مسؤولي وزارة التربية، يحتاج العراق لنحو 8 آلاف مدرسة لاستيعاب أعداد الطلاب الذين يقارب عددهم 11 مليون طالب في المراحل كافة.

3