فاتتك رؤية الحجر الأسود؟ الواقع الافتراضي يأتيك به

الرياض- أثار الإعلان عن مبادرة “الحجر الأسود الافتراضي”، حيث يصبح بالإمكان لمس الحجر افتراضيًا عبر تقنية الواقع الافتراضي بعد أن تعذر الوصول إليه بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا، جدلا واسعا على تويتر في السعودية.

وأفاد الحساب الرسمي لرئاسة شؤون الحرمين عبر تويتر بأن “الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس دشن المبادرة بمكتبه بالرئاسة”.

وظهر السديس وهو يرتدي النظارات الخاصة بتلك التقنية، ويحرك يديه كما لو أنه يلمس الحجر الأسود. وقال السديس إن “مبادرة ‘الحجر الأسود الافتراضي’ أطلقتها وكالة شؤون المعارض والمتاحف ممثلة في الإدارة العامة للمعارض الرقمية، بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى”.

وأضاف أن المبادرة تهدف إلى “استخدام الواقع الافتراضي (VR) والتجارب الرقمية التي تشير إلى محاكاة الواقع الحقيقي”، لافتا إلى أن “الحرمين الشريفين يمتلكان مكانة دينية وتاريخية عظيمة، يجب العمل على رقمنتها وإيصالها للجميع”.

ولم يوضح البيان تفاصيل إضافية بشأن هذه المبادرة، ما أثار تساؤلات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الغرض منها، وعما إذا كانت السعودية ستعلن عن مبادرات أخرى مماثلة. ودشن مغردون هاشتاغ #الحجر_الأسود_الافتراضي.

وتساءل مغرد:

s19801983@

الحجر_الأسود_الافتراضي، هل هذه مجرد تقنية أم لعبة؟ وهل ستُستخدم في الطواف؟

وتحاول السعودية في السنوات الأخيرة تنويع اقتصادها وتقديم نفسها قوةَ ترفيه، ورغم تخفيف المظاهر الدينية في السعودية المحافظة مازال البلد يقدم نفسه قائدًا للعالم الإسلامي.

ويذكر أن العبادات والشعائر الدينية تأثرت كثيرا بالإجراءات التي اتخذت للحد من تفشي وباء كورونا، لأنها تقوم في معظمها على مبدأ المشاركة. وإثر إعادة فتح المساجد في العالم بالتدريج بدأت تُطرح أسئلة حول مستقبل الصلاة الجماعية، وهي من الشعائر الأساسية في الإسلام.

ويحاول المواظبون على الصلاة إيجاد حلول رقمية لعدم الانقطاع عنها. لكنّ الآراء الفقهية خلصت في النهاية إلى عدم جواز الصلاة خلف تلفزيون أو مذياع، بحسب فتاوى مرجعيات دينية، فما بالك بالحج والعمرة.

وصار أداء العمرة والحج والصلاة في الحرم المكي بعد رفع الحجر الصحي خاضعا للإجراءات الوقائية التي تهدف إلى تطويق الوباء، من بينها التباعد وارتداء الكمامات وتلقي اللقاح المضاد للفايروس، إلى جانب وضع سور حول الكعبة لمنع ملامسة ستارها المطرز بخيوط الذهب أو تقبيل حجرها الأسود كإجراء وقائي آخر.

ولم يتضح ما إذا كانت الاستفادة من المبادرة الجديدة ستقتصر على من يمتلكون نظارات الواقع الافتراضي أم أن الرئاسة ستوفر النظارات الخاصة بتلك التقنية في الحرم المكي ليتاح للمعتمرين والمصلين والزوار استخدامها.

وقبل ظهور كورونا كان أكثر من مليوني مسلم من مختلف دول العالم يؤدون مناسك الحج كل عام، إلى جانب قيام الملايين من المعتمرين بزيارة الحرم على مدار العام، بينما يحرص الكثير منهم على تقبيل أو لمس الحجر الأسود ذي القدسية والمكانة المرموقة عند المسلمين.

وتكهن معلقون بأن المبادرة تشبه فكرة “ميتافيرس” التي تخص إنشاء تجربة افتراضية تشبه الواقع. وتساءل البعض عن إمكانية إنشاء “كعبة افتراضية” أيضا، وأداء مناسك الحج والعمرة من المنزل في المستقبل بواسطة الواقع الافتراضي. وكتب مغرد:

وسخر مغرد:

AnasJ3arah@

السعودية تطلق مبادرة تسمح بلمس #الحجر_الأسود افتراضيًا… قريبًا رجم إبليس بالليزر!

واعتبر متفاعل:

في المقابل أثنى مغردون على المبادرة. وكتب معلق في هذا السياق:

Ziyad34412391@

إعلان الرئاسة العامة لشؤون الحرمين تدشين مبادرة “الحجر الأسود الافتراضي”، الهادفة إلى استخدام الواقع الافتراضي (VR) والتجارب الرقمية التي تشير إلى محاكاة الواقع الحقيقي، تطور مهم. أعتقد أن إدخال التقنية في الممارسات الشرعية يعكس سماحة الدين الإسلامي وننتظر المزيد من المبادرات.

ودافع حساب عن مبادرة #الحجر_الأسود_الافتراضي قائلا:

ويعتقد مغردون أن رئاسة الحريمين الشريفين قد تعقد شراكات مع مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع فيسبوك الذي يعكف على عدة تجارب تخص الروحانيات. وبعد أشهر من التجارب بدأت شركة فيسبوك في أبريل الماضي بتجربة خاصية “صلاة” مستحدثة، باتت متوفرة عبر مجموعات محدودة للمستخدمين في الولايات المتحدة.

ويمكن لمدراء المجموعات أن يفعّلوا الخاصية لتصير متاحة للأعضاء، عند ذلك يمكن للمستخدمين أن يطلبوا من الآخرين مشاركتهم الصلاة عبر زرّ يظهر تحت المنشور. وتهدف شركة فيسبوك من خلال هذه التجربة إلى مغازلة المصلين والمؤمنين، إذ تعُدّهم عينة حيوية يمكن أن توفر أرضية خصبة للاستثمار.