معالجة الهجرة ومكافحة الإرهاب أبرز رهانات الترشح للرئاسة الفرنسية

مرشحة حزب "الجمهوريون" تتعهد بوقف الهجرة غير المنضبطة.
الاثنين 2021/12/13
كسب التحديات الأمنية في مقدمة الانتظارات

تراهن الأسماء المرشحة للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر أبريل القادم بفرنسا، على بحث آليات وقف النزيف المتواصل للهجرة غير النظامية، فضلا عن وضع مقاربات أمنية واستراتيجية جديدة بهدف التصدي للمخاطر الإرهابية المهددة للبلاد.

باريس - مثلت سبل معالجة أزمة الهجرة المتفاقمة والتصدي للتهديدات الإرهابية المتنامية أبرز الرهانات المطروحة على المترشحين للرئاسة الفرنسية العام المقبل.

وتعهدت مرشحة حزب الجمهوريون المحافظ للانتخابات الرئاسية الفرنسية العام المقبل بأن تجعل فرنسا القوة الأبرز في أوروبا، ووقف الهجرة غير المنضبطة، وذلك في أول خطاب رئيسي لها، ضمن حملتها الانتخابية.

واختار الجمهوريون فاليري بيكريس، الرئيسة السابقة لمنطقة ايل دو فرانس، في الرابع من ديسمبر الجاري لتكون أول مرشحة رئاسية لهم في مواجهة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر أبريل 2022.

وانتقدت المرشحة البالغة من العمر أربعة وخمسين عاما في خطابها إنجازات الرئيس ماكرون، قائلة “إنها ستسعى لتجديد فرنسا في غضون خمس سنوات وتحويلها في غضون عشر سنوات لتكون القوة الأولى في أوروبا”، متعهدة بأن تكون “قائدة محاربة في كل مرة تتعرض فيها فرنسا للتهديد”.

وأضافت بيكريس أنها سوف توقف الهجرة غير المنضبطة وتستعيد الأمن في فرنسا التي تعرضت لهجمات عدة إرهابية في السنوات الأخيرة ارتكب بعضها مواطنون فرنسيون يتحدرون من أقليات عرقية.

واتخذت موقفا متشددا ضد محطمي التماثيل والذين يتخذون صفة الادعاء العام لماضينا بعد احتجاجات شهدتها فرنسا مستوحاة من حركة حياة السود مهمة استهدفت النصب التذكارية المرتبطة بالتاريخ الاستعماري لفرنسا.

فاليري بيكريس اقترحت ترحيل الأجانب الذين يمثلون تهديدا للأمن العام خصوصا من الذين يتبنون خطابا إسلاميا متشددا

وطالت انتقادات بيكريس المرشحين للرئاسة من اليمين المتطرف مارين لوبان وإريك زمور، مشيرة إلى “التطرف الذي يزيد من مشاكلنا من دون الرغبة في حلها أو القدرة على ذلك”.

وقالت “قبل أسابيع قالوا إننا قد دُفنا وانقسمنا وخسرنا، لكننا عدنا متأهبين من أجل تحقيق النصر”، مضيفة “برنامجي راديكالي لأن الوضع يتطلب ذلك”، وتعهدت بيكريس أيضا بتخفيف قوانين العمل الفرنسية ورفع سن التقاعد إلى خمسة وستين عاما وخفض ضريبة الميراث.

وتقترح بيكريس ترحيل الأجانب الذين يمثلون تهديدا للأمن العام خصوصا من الذين يتبنون خطابا إسلاميا متشددا، فضلا عن تشديد شروط لم الشمل العائلي.

ويستقبل مكتب الهجرة والاندماج في فرنسا يوميا طلبات العشرات من المهاجرين غير النظاميين الذين يرغبون في العودة إلى بلدانهم. ففي إطار ما يعرف بحق العودة، يقدم المكتب للراغبين في العودة تذكرة الطائرة مجانا ومبلغا ماليا يصل أحيانا إلى ثلاثة آلاف يورو.

وصرّحت الإدارة البحرية لقناة المانش وبحر الشمال خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس أن هناك “تسارعا جديدا” في نوفمبر الماضي لمحاولات العبور التي تضاعفت في الأشهر الثلاثة الماضية فيما كانت وتيرتها بطيئة في خريف السنوات الماضية.

وسجلت أجهزتها 15400 محاولة عبور وإنقاذ 3500 راكب خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.

وقال المسؤول فيليب دوتريو “أصبحت هذه الأرقام أكثر من الضعف: هناك 31500 مهاجر حاولوا مغادرة السواحل وتم إنقاذ 7800 منهم”.

واتفقت لندن وباريس على تعزيز تعاونهما لمحاولة وقف عمليات العبور، بعد تصاعد التوتر عقب وصول 1185 مهاجرا على السواحل الإنجليزية في الحادي عشر من نوفمبر الماضي، وهو عدد قياسي.

وتعاني فرنسا من تنامي ظاهرة التطرف التي خلّفت أعمالا إرهابية.

Thumbnail

وأحصت الصحافة الفرنسية أن حوالي مئتين وثلاثة وخمسين قتيلا والمئات من الجرحى، ضحايا العمليات الإرهابية في البلاد منذ بداية عام 2015.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون عن خطة رباعية ضد التشدد و”الانفصال الإسلامي” في الأحياء الفرنسية، تتمثل أبرز نقاطها في تحرير المساجد والمدارس من التأثيرات الأجنبية.

وفي زيارة له لمدينة مولوز شرقي فرنسا العام الماضي، أعلن ماكرون اعتزامه تشديد الحرب على التشدد و”الانفصال الإسلامي” في الأحياء الفرنسية، قائلا إن “الانفصال هو العدو، ولا يتوافق مع الحرية والمساواة ووحدة الأمة”.

وأضاف أنه “لا يمكن باسم دين ما القبول بمخالفة القوانين، وأنه لا ينبغي أبدا القبول في فرنسا بتغليب قوانين الدين على قوانين الجمهورية الفرنسية”.

وسبق أن قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إن مستوى التهديدات الإرهابية في بلاده لا يزال مرتفعا.

وجاء ذلك في تغريدة على حسابه بتويتر، تعليقا على اعتقال شابين كانا يخططان لتنفيذ هجمات خلال أعياد الميلاد.

وكتب دارمانين “لا يزال التهديد الإرهابي في مستوى عال في فرنسا، ونحن لا نقلل من حذرنا”.

وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن أجهزة الأمن المحلية اعتقلت أواخر شهر نوفمبر الماضي رجلين متطرفين يبلغان من العمر ثلاثة وعشرين عاما في منطقة باريس كانا يخططان لشن هجمات إرهابية.

وذكرت أن “أحدهما اعترف بأنهما خططا لطعن المارة في الأماكن الشعبية بحلول عيد الميلاد، وعثر في منزله على منشورات تروج لتنظيم داعش الإرهابي”.

5