فتح أرشيف الحرب خطوة فرنسا الجديدة للتهدئة مع الجزائر

روزلين باشلو: لا يمكن بناء رواية تاريخية على كذب.
السبت 2021/12/11
استراتيجية الدبلوماسية الناعمة

باريس - أعلنت فرنسا الجمعة أنها قررت فتح الأرشيف القضائي الخاص بحرب الجزائر “قبل 15 عاما” من الموعد المقرر سابقا، في خطوة جديدة للتهدئة مع المستعمرة القديمة.

ورغم أن هذه الخطوة تأتي بعد زيارة أداها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للجزائر ما يعكس رغبة فرنسية في تهدئة العلاقات، إلا أن استجابة الجزائر تبقى غير مضمونة.

وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو لمحطة “بي.أف.أم.تي.في” الفرنسية “لدينا أشياء يجب إعادة بنائها مع الجزائر، ولا يمكن إعادة بنائها إلا بناء على الحقيقة”، وأعلنت فتح “أرشيف التحقيقات القضائية لقوات الدرك والشرطة” المتعلقة بحرب الجزائر (1954 - 1962).

وأضافت باشلو “أريد بخصوص هذه المسألة - المزعجة والمثيرة للغضب وفيها مزورون للتاريخ يعملون - أن نكون قادرين على مواجهتها. لا يمكن بناء رواية تاريخية على كذب”.

ويأتي هذا الإعلان بعد يومين على زيارة لودريان للجزائر، في محاولة لنزع فتيل أزمة بين البلدين مستمرة منذ عدة أشهر.

وتابعت الوزيرة الفرنسية “التزوير هو ما يقود إلى التخبط والمشاكل والكراهية. منذ اللحظة التي تكشف فيها الحقائق ويُعترف بها ويتم تحليلها، منذ تلك اللحظة يمكننا أن نقيم تاريخا آخر، مصالحة”.

وردا على سؤال عن تداعيات هذا القرار، لاسيما التأكيد المحتمل لارتكاب الجيش الفرنسي أعمال تعذيب في الجزائر، قالت روزلين باشلو إن “من مصلحة البلاد الاعتراف بها”.

وتندرج هذه الخطوة ضمن سياسة مصالحة الذاكرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقد أقر الأخير في الثالث عشر من سبتمبر 2018 بمسؤولية الجيش الفرنسي عن اختفاء عالم الرياضيات والمناضل الشيوعي موريس أودان في الجزائر عام 1957، ووعد عائلته بجعل قسم كبير من الأرشيف متاحا.

وتابعت باشلو “عندما أقام إيمانويل ماكرون العدالة في قضية أودان، وضع بذلك فرنسا في مواجهة الحقيقة”.

وشددت الوزيرة الفرنسية على ضرورة “ألا نخاف أبدا من الحقيقة، علينا أن نضعها في سياقها.. لكن علينا أن نواجهها”.

4