مسقط تدشّن مرحلة جديدة في مشاريع الاستزراع السمكي

جنوب الشرقية (عمان) - دشنت عُمان مرحلة جديدة من مشاريع الاستزراع السمكي ضمن جهود تنمية القطاع، لتخفيف الضغوط على المصائد الطبيعية والمساهمة في زيادة الإنتاج، كون هذه الطريقة إحدى ركائز تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
وأطلق خلفان الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني الخميس، عمليات مشروع استزراع الروبيان تجاريا في مزرعة قرون بولاية جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية بتكلفة بلغت 20 مليون ريال (52 مليون دولار).
ويعد المشروع واحدا من 90 مشروعا كانت الحكومة قد أعلنت عنها في 2018، حيث من المتوقع أن تساعد على تطوير القطاع ضمن برنامج متكامل يشمل الصيد الحرفي والتجاري والاستزراع السمكي والتصنيع والتصدير.
وتتمثّل أهمية اختيار الحكومة لقطاع الثروة السمكية ضمن القطاعات الواعدة لتعزيز التنويع الاقتصادي في البلاد، من خلال إدراجه ضمن الخطة الخمسية التاسعة التي تنتهي في العام المقبل.
وأقامت وزارة الزراعة والثروة السمكية العديد من الدراسات والنقاشات خلال العامين الأخيرين لاستكشاف الفرص التي تدعم القطاع، وفق الخطط الإصلاحية التي تنفذها الحكومة بعد تراجع عوائد الدولة من صادرات النفط والغاز.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أنه من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع الذي بني على مساحة تبلغ 500 هكتار عند اكتمال تشغيله الكامل إلى 4600 طن سنويا بحلول 2023، فيما ستصل الطاقة الإنتاجية خلال العام القادم إلى 2100 طن.
ويحتوي المشروع والذي يمدّ بمياه البحر عبر قناة دخول للمياه بطول 300 متر داخل البحر وأخرى بقناة تصريف المياه بعد مروره بمحطة معالجة تضمن عودة مياه البحر بمواصفات مطابقة للاشتراطات البيئية المعمول بها محليا ودوليا.
52 مليون دولار تكلفة مزرعة إنتاج الربيان المقامة بجعلان بني بوحسن في محافظة جنوب الشرقية
كما يحتوي على وحدة رعاية أمهات الروبيان والتاج البيوض بسعة 1.2 ملیار يرقة روبيان، ووحدة تخصيب البيوض وإنتاج اليرقات بسعة 400 مليون يرقة روبيان، ووحدة حضانة يرقات بسعة 250 مليون زريعة روبيان، و230 حوض تسمين تبلغ مساحة الحوض الواحد 5 آلاف متر مربع.
ويشتمل أيضا على مرفق للفرز والتبريد ومكاتب إدارية ومخازن متعددة الأغراض وورش خاصة بالصيانة ومجمع سكني بكامل مرافقه للعاملين بالمزرعة، التي ستكون نقطة انطلاقة ومصدرا للباحثين الأكاديميين في مجال الاستزراع السمكي ولبنة للتطوير وإنشاء مركز للتدريب في مجال استزراع الأحياء المائية وإجراءات الأمن الحيوي.
وتعد المزرعة باكورة استثمارات شركة تنمية أسماك عُمان التابعة لجهاز الاستثمار العُماني في مشاريع استزراع الروبيان.
ويقول المسؤولون إن المشروع الجديد يمهّد الطريق لمشاريع استزراع أخرى مستقبلا، ستقام على سواحل بحر العرب في محافظتي جنوب الشرقية والوسطى.
وفي سبتمبر الماضي، أطلقت وزارة الثروة الزراعية والسمكية مشروعا طموحا يتعلق بالاستزراع السمكي، يهدف إلى زيادة إنتاجية وتوطين نوع من الرخويات يسمى “أذن البحر” ويطلق عليه محليا اسم “الصفيلح العماني” في بيئته الأصلية.
وبلغت تكلفة المشروع الممول من صندوق التنمية الزراعية والسمكية 260 ألف دولار، وسيكون في مواقع الاستفادة المحددة في ولايتي مرباط وسدح بمحافظة ظفار وولاية الجازر ومحافظة الوسطى.
وعززت الحكومة جهودها لبلورة خارطة طريق لتطوير الصناعة السمكية عبر تدشينها في ديسمبر 2019 أكبر مزرعة أسماك في الشرق الأوسط، في إطار محاولات تنويع مصادر الدخل وتعزيز استدامة النشاطات الاقتصادية بعيدا عن عوائد صادرات الطاقة.
وفتحت مجموعة هايغو الكورية الجنوبية حينها آفاقا جديدة لمشاريع تنمية الثروة البحرية في السلطنة، بتدشين أكبر مفقس للأسماك في المنطقة.
وتحتوي المزرعة البحرية التي بدأت العمل بالسويق على شعاب صناعية، وتعد أول حوض لاستزراع الأسماك في المنطقة من هذه النوعية.
ويرى مختصون في القطاع أن المشاريع الجديدة سوف تساهم بشكل كبير في توفير فرص عمل للشباب العماني، بالإضافة إلى توفيرها لمختلف أنواع الأسماك في الأسواق المحلية.