ملتقى جزائري يبحث في فلسفة فن التصوف

الجزائر – ينظم المتحف العمومي الوطني نصرالدين دينيه بمدينة بوسعادة الجزائرية ملتقى وطنيا تحت شعار “فلسفة فن التصوف وسؤال القيم ” وذلك يومي الرابع عشر والخامس عشر من ديسمبر الجاري بمشاركة مجموعة من المختصين والجامعيين، حسبما أفاد به مدير هذه المؤسسة الثقافية إسماعيل بن سالم.
وأوضح بن سالم في تصريح له أنه سيتم تنظيم هذا الملتقى بهدف البحث والتقصي في العلاقة القائمة بين الفن والتصوف من خلال محاور “المقاربة الفنية السيميولوجية في التصوف”، “المقاربة السوسيو – ثقافية في التصوف”، “المقاربة النقدية لفن التصوف”، “القيم الروحية والفنية في التصوف”.
وأشار إلى أن “علاقة التصوف بالفن بنيوية ويقوم كلاهما على الحدس والمخيال والذوق والتماهي بين الذات والموضوع فضلا على التجربة الفردانية لكليهما، وهي راسخة الوجود في الوجدان والروح حيث يتم من خلالهما التحرر من المدركات الحسية والمادية فتسمو الروح بالصفاء لتستشعر الفن والجمال والحياة”.
وذكر المتحدث أنه سيتم خلال الملتقى تناول رحلة الفنان العالمي ناصرالدين دينيه الفنية والصوفية كتجربة ثرية بمدينة بوسعادة التي استقطبته بضوئها، ليس بحثا عن الرسم فحسب، بل كان يعاني من الخواء الروحي ليجد في رحاب المدينة السكينة والهدوء والأجوبة على الأسئلة الدينية التي كانت تؤرقه ما انعكس ذلك على لوحاته المشبعة بالنزعة الصوفية العميقة.
ويقترح برنامج هذه الفعاليات العديد من المداخلات على غرار “الرحلة الصوفية للفنان التشكيلي نصرالدين دينيه”، “التصوف ومظاهر فن الوجدان”، “استبطان الذات ونور الكشف في الشعر الصوفي الجزائري المعاصر”، و”الأمير عبدالقادر المجاهد الصوفي”، “التصوف عند جلال الدين الرومي”، كما سيستمع الحضور بسهرة سماع من إحياء المنشد نجيب عياش.
يذكر أن متحف نصر الدين دينيه أنشئ في البيت الذي عاش فيه الفنان في عشرينات القرن الماضي بحي لمامين ببوسعادة عام 1993 تخليدا لذكرى وأعمال هذا الفنان.
والفنان دينيه الذي يحمل المتحف اسمه بالكامل – ألفونس إتيان دينيه- من مواليد باريس في 28 مارس 1861 استقر ببوسعادة بداية من العام 1905 بعد زيارات عديدة إلى صحراء الجزائر وفيها غير اسمه إلى صيغته العربية، وتوفي سنة 1929 بعد عطاء فني تجاوز 500 لوحة مواضيعها غالبا ما تضمنت الحياة البوسعادية.