العراق يستعيد قرية لهيبان من قبضة داعش

السليمانية/بغداد - أكدت مصادر أمنية أن قوات عراقية ومقاتلي البيشمركة الكردية استعادوا السيطرة على قرية في شمال العراق الاثنين، بعد أن سيطر عليها مقاتلو تنظيم داعش في اليوم السابق.

وقالت المصادر إن قوات خاصة في وزارة الداخلية العراقية ومقاتلي البيشمركة الكردية تمكنوا في ساعة مبكرة من فجر الاثنين من السيطرة على قرية لهيبان، رغم أن المسلحين قاموا بتفخيخ بعض المنازل بعبوات ناسفة.

وكانت مصادر أمنية أفادت الأحد بأن مسلحين من تنظيم داعش قد سيطروا على القرية الواقعة على سفح جبل قرجوخ من ناحية سركران بمحافظة كركوك، بعد نزوح سكانها الذين قاوموا المسلحين قبل أن يغادروا القرية.

وأشار موقع "كردستان 24" إلى أن قرية لهيبان باتت في مرمى داعش، نظرا لوقوعها في منطقة الفراغ الأمني بين البيشمركة والجيش العراقي، ولا تنتشر فيها أي قوة عسكرية.

وغادرت 25 عائلة منازلها في الأشهر القليلة الماضية. وبعد آخر هجوم لداعش السبت لم يتبق في القرية سوى 15 عائلة وأجبرت على المغادرة الأحد.

وأشار الموقع الكردي إلى أن سكان القرية رصدوا تحركات للعشرات من مسلحي داعش في محيط قريتهم، ولا سبيل للنجاة بحياتهم إلا بإخلاء القرية.

وتعتبر سلسلة جبال قرجوخ بين محافظة نينوى وكركوك، منطقة وعرة نسبيا، ومناسبة لاختباء مسلحي داعش، كما أنها تمثل منطقة فاصلة بين مواقع تمركز القوات العراقية وقوات البيشمركة.

وقال مسؤول اللجنة التنظيمية للاتحاد الوطني الكردستاني (حزب طالباني) رمضان رسول "كنا داخل القرية حتى وقت متأخر من مساء الأحد، جميع الأهالي أخلوا منازلهم ونحن عدنا إلى سركران، للأسف لم تبد أي قوة استعدادها لحماية سكان القرية".

وأضاف في تصريح صحافي أن "مسلحي تنظيم داعش شوهدوا وهم يدخلون القرية هذه الليلة (الأحد) عن طريق الكاميرات الحرارية، ويقال إنهم أحرقوها، ولا تزال مواشي البعض من الأهالي داخل القرية".

وذكرت مصادر أمنية أن مسلحي تنظيم داعش قتلوا في هجوم منفصل الأحد أربعة جنود من البيشمركة ومدنيا وأصابوا ستة آخرين، عندما هاجموا قرية قرة سالم بشمال العراق.

وقالت وزارة شؤون البيشمركة في بيان إن الهجوم تسبب في سقوط ضحايا، لكنها لم تؤكد عددهم.

والبيشمركة هي القوة العسكرية لإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.

وقال عقيد في البيشمركة إن مقاتلي داعش ينتهجون أسلوب الكر والفر في هجمات ليلية على مواقع القوات الكردية.

وأضاف "إنهم يتجنبون البقاء على الأرض لفترة طويلة... وجرى إرسال المزيد من التعزيزات إلى المنطقة لمنع المزيد من الهجمات".

وقال مصدران أمنيان عراقيان إن القوات العراقية والبيشمركة عززوا قواتهم الاثنين في المنطقة التي وقعت فيها الهجمات. كما تم الدفع بطائرات هليكوبتر عسكرية عراقية لمطاردة المسلحين.

وتقع القريتان في منطقة نائية تطالب بها كل من الحكومة العراقية في بغداد وحكومة الإقليم الكردي الشمالي في أربيل، حيث يشن تنظيم داعش هجمات منتظمة.

لكن الأمر النادر حدوثه كان سيطرة مسلحي تنظيم داعش على منطقة سكنية تقع بالقرب من طريق رئيسي، حيث تقع القرية بالقرب من طريق سريع يربط أربيل بمدينة كركوك.

وهزم تحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوات عراقية وكردية وفصائل شيعية مدعومة من إيران التنظيم المتشدد في 2017، لكن أعضاءه ما زالوا يجوبون مناطق في شمال العراق وشمال شرق سوريا.

ويقول مسؤولون عسكريون غربيون إن ما لا يقل عن عشرة آلاف مقاتل من التنظيم ما زالوا في العراق وسوريا.

وأعلن العراق الانتصار على التنظيم المتشدد في ديسمبر 2017. وعلى الرغم من هزيمة التنظيم إلى حد كبير، فإن مقاتليه يواصلون شن هجمات متفرقة وتشكيل خلايا محدودة في أنحاء البلاد، لاسيما في الشمال.