صعوبة تكرار الكلمات من علامات عُسر القراءة والكتابة لدى الطفل

كولن (ألمانيا) – قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن عُسر القراءة والكتابة لدى الطفل يعني مواجهة الطفل صعوبات في القراءة والكتابة، مشيرة إلى أن هذه الصعوبات غالبا ما تظهر في سن ما قبل دخول المدرسة وتبرز في مرحلة التعليم الابتدائي.
وأوضحت الرابطة أن عُسر القراءة والكتابة قد يرجع إلى أسباب عدة مثل العوامل الوراثية ومشاكل السمع والنظر.
وتتمثل العلامات الدالة على عُسر القراءة والكتابة في صعوبة قراءة الكلمات الفردية واحدة تلو الأخرى وصعوبة تكرار الكلمات وتقليد الأصوات وعسر تقفية الكلمات وصعوبة تعلم كلمات جديدة وعسر فهم معنى الجمل المقروءة.
وينبغي استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض. وإذا تم استبعاد الأسباب العضوية فينبغي استشارة أخصائي تخاطب. ويمكن مساعدة الطفل من خلال اتباع نهج تعليمي يتناسب مع احتياجاته الشخصية، كما يتعين على الوالدين دعم الطفل نفسيا من خلال تشجيعه والعطف عليه وتجنب توبيخه ونهره.
ولا يتأثر عسر القراءة بمستوى الذكاء لدى الطفل، ذلك أن الكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم ذكاء طبيعي ويتلقون التعليم المناسب ودعم الوالدين، لكنهم يجدون صعوبة في بعض مهارات التعلم.
عُسر القراءة هو أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، فحوالي 80 في المئة من الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من عسر القراءة
ولم تتضح كل الأسباب المسببة لهذا الاضطراب، ولكن يرجح البعض أن يكون سبب هذه المشكلة وراثيا، فمثلا إذا كان الآباء مصابين بهذا الاضطراب فهناك احتمال -يقدّر بنسبة 40 في المئة- أن يصاب الأطفال أيضا، ويحدث ذلك لدى الإناث والذكور على حد سواء.
وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك جينات وراثية تتسبب في حدوث ذلك، وتنتُج عنها مشكلات في نُضج الدماغ ونموه، وتحديداً المناطق القشرية المختصة باللغة.
وهناك نسبة صغيرة من المصابين بعُسر القراءة الذين عادة ما يكتسبون الحالة بعد الولادة بسبب إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية أو أي نوع آخر من الصدمات.
و يقول الدكتور أحمد عبدالكريم حمزة في كتابه “سيكولوجية عسر القراءة” إن الأطفال المُصابين بالعُسر القرائي قد يُظهرون تفوقا دراسيا ملحوظا، و15 في المئة من تلاميذ المدارس الابتدائية بالولايات المتحدة يُعانون من هذه الحالة، وقال مكتب التربية إن حوالي مليونين من البالغين يعدون فعلا أميين لأن الاضطراب قد يستمر مدى الحياة.
ووفقًا للنظام الصحي في جامعة ميشيغان فإن عُسر القراءة هو أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، فحوالي 80 في المئة من الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من عسر القراءة.
وعادة يتم اكتشاف هذا الاضطراب في المرحلة الابتدائية، ورغم أنه يمكن ملاحظة أعراضه في أي عمر فإن بعضها قد يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد يتعلم من يعانون من عسر القراءة الزحف والمشي والتحدث وركوب الدراجة في وقت متأخر مقارنة بأقرانهم.
ويمكن علاج حوالي 95 في المئة من الحالات إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر، وهناك العديد من المناهج التعليمية الخاصة بالذين يعانون من مثل هذا العسر؛ فإذا حصل من يعانون من عسر القراءة على تدريب صوتي فعّال في رياض الأطفال والصف الأول فسيواجهون مشكلات في تعلم القراءة أقل بكثير مما سيواجهه الذين تتم مساعدتهم حتى الصف الثالث.