الإمارات تنطلق من إرث الخمسين لتكون أفضل دول العالم بحلول ذكرى مئويتها

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: قدمنا للبشرية قصة نجاحٍ تنموي ملهمة حولت دولتنا إلى مركز مالي إقليمي ودولي رائد.
الخميس 2021/12/02
إنجازات تاريخية

دبي - تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة الخميس بالعيد الوطني الخمسين “اليوبيل الذهبي” لنشأة اتحادها، وسط تطلع قادتها إلى أن تكون إحدى أفضل دول العالم بحلول الذكرى المئوية لقيامها في عام 2071.

وقال رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في كلمة له الأربعاء بهذه المناسبة إن بلاده تنطلق بإرث من الإنجازات “نحو الخمسين عاما القادمة برؤية استراتيجية شاملة بعيدة المدى، أهدافها تأمين حياة أفضل للأجيال القادمة والارتقاء بمكانة الدولة وسمعتها واستدامتها وقوتها الناعمة، بحيث تكون بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها من الدول الأفضل في العالم، واقتصادها هو الأقوى والأنشط”.

وعرض الشيخ خليفة بن زايد جملة من المحفزات لتنفيذ هذه الرؤية من بينها إرساء نظام تعليمي يرسخ القيم النبيلة ويحوّل المدارس والجامعات إلى بيئة منفتحة حاضنة للعلوم والآداب والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار وريادة الأعمال، ونظام اقتصاد معرفي متنوع ينافس اقتصادات أفضل دول العالم.

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي أكد رئيس الإمارات أن السعي لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومبادئ حسن الجوار سيكون المحرك الأساسي لسياسة الإمارات الخارجية، وسيظلّ تعزيز التعاون الخليجي في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية أولوية إماراتية قصوى.

وشدد “نحن مع دول منظومتنا الخليجية في كلّ ما يهدّد استقرارها ووحدتها وأمن مواطنيها وسلامة أراضيها، مؤكدين أن الأمن الخليجي واحدٌ لا يتجزأ وتعزيزه مسؤولية جماعية تتطلب تكثيفاً للتنسيق الاستراتيجي بين جميع دول مجلس التعاون الخليجي”.

50 مشروعا ستكون بمثابة خارطة طريق لأولويات البلاد التنموية خلال العقود المقبلة

وأوضح أن الدبلوماسية الإماراتية ستظل في حركة نشطة، تحفيزا وارتقاء بالقدرة العربية، وبناء لشبكة قوية من التفاهمات والشراكات مع القوى والدول الكبرى والناشئة والنامية.

وأشار إلى أن الخمسين عاما الماضية من مسيرة الإمارات نتجت عنها “تنمية مستدامة، واستقرار سياسي، وأمان، وحكومة هي ضمن الأكفأ في العالم، وقطاع خاص لعب دورا رئيسا في تحريك عجلة الاقتصاد، وتعزيز تنافسيته وإنتاجيته”.

وأضاف “قدمنا للبشرية قصة نجاحٍ تنموي ملهمة حولت دولتنا إلى مركزٍ مالي إقليمي ودولي رائدٍ، وواجهةٍ مفضلة للعيش والعمل والاستثمار والسياحة، متفوقة في مؤشرات التنافسية؛ سعادةً، وتميزًا، وحوكمةً، وانفتاحًا اقتصاديّا، وجودةَ حياةٍ، وريادةَ أعمالٍ”.

وحققت الإمارات على مدى الخمسين سنة الماضية إنجازات تاريخية حولتها من صحراء قاحلة إلى بلد ثري وقوي، تتسابق القوى الدولية على عقد شراكات استراتيجية معه.

وتعتبر الإمارات نقطة جذب مهمة للمستثمرين والشركات الكبرى. ومن أكبر نجاحاتها إمارة دبي الثرية التي تحوّلت من قرية معروفة بصيد اللؤلؤ إلى محطة استقطاب مالية وسياحية وإعلامية مهمة في غضون عقود قليلة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لنشأة الاتحاد إن “التحدي الأكبر على مدى السنوات الماضية هو تحدينا لأنفسنا؛ فقد كان علينا إثبات قدرتنا على تأسيس دولة فاعلة، وبناء نموذج تنموي طموح.. وقد نجحنا”.

Thumbnail

وأضاف الشيخ محمد بن راشد مخاطبا الإماراتيين “الاحتفال بمرور خمسين عاما يدفعنا للتأمل في أين كنا، وأين أصبحنا، وكيف وصلنا إلى هنا؟”. وأكد أنه بعد النجاح الذي تحقق في تنفيذ أهداف رؤية الإمارات 2021 تم الاستعداد جيدا للأعوام الخمسين المقبلة، برؤى تستشرف المستقبل وتغطي كافة القطاعات الحيوية.

وأعلنت الإمارات في سبتمبر الماضي عن “مبادئ الخمسين” التي ستحدد المسار الاستراتيجي للدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وتشكل إطارا لجميع مؤسساتها لتحقيق تطلعاتها والحفاظ على المصالح العليا وإقامة علاقات خارجية تخدم التنمية في الداخل وتعزز أسس التعاون في المنطقة والعالم.

وتشمل هذه المبادئ “حسن الجوار كأساس للاستقرار، وترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، والتفوق الرقمي والتقني والعلمي، والانفتاح والتسامح وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، واعتبار المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات جزءًا لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها”.

وطرحت الإمارات بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين مبادرة “مشروعات الخمسين” التي قال عنها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إنها بمثابة خارطة طريق لأولويات البلاد التنموية خلال العقود المقبلة وتتضمن خمسين مشروعا تنمويا واستراتيجيا ونوعيا، تشكل ركيزة للانطلاق نحو المزيد من التطور لصالح الأجيال المقبلة في مختلف المجالات.

وشدد الشيخ محمد بن زايد على أن ما تسعى الإمارات لتحقيقه خلال العقود المقبلة لن ينحصر تأثيره داخل حدودها، وإنما سيمتد إلهامه إلى كل الشعوب العربية، يحفزها ويعزز ثقتها في نفسها وقدرتها على التقدم مهما كانت المصاعب والتحديات.

3