إصلاح المؤسسات العمومية امتحان صعب تواجهه الحكومة التونسية

تونس - تواجه الحكومة التونسية برئاسة نجلاء بودن اختبارا صعبا يتمثل في حلحلة ملف المؤسسات العمومية من خلال إصلاحها حالة بحالة.
وبدأت الحكومة الأربعاء حوارا مع الاتحاد العام التونسي للشغل، المركزية النقابية في البلاد، يستهدف دراسة الخطوات الضرورية لإصلاح هذه المؤسسات حالة بحالة.
ويُعد ملف إصلاح المؤسسات العمومية ملفا حساسا لدى شرائح واسعة في تونس كما الاتحاد الذي عارض بشدة التفويت في هذه المؤسسات -التي تعيش أوضاعا صعبة بالتزامن مع أزمة حادة تعانيها تونس- للقطاع الخاص.
واستبق الاتحاد جولة الحوار التي بدأت الأربعاء بانتقاد الحكومة بشأن مسار إصلاح المؤسسات العمومية.
وانتقد الأمين العام المساعد للاتحاد أنور بن قدور بُطْء حكومة بودن في التعاطي مع ملف الإصلاحات، خاصة ما يتعلق بالمؤسسات العمومية.
وقال بن قدور في تصريح لإذاعة ”موزاييك أف أم” المحلية الأربعاء “نسجل هذا البطء خاصة وأن الاتفاق الذي أبرمناه مع الحكومة ينص على إدراج جميع المؤسسات العمومية في برنامج الإصلاحات والإنقاذ”.

نورالدين الطبوبي: الاتحاد منفتح على الحوار الذي يقود إلى إصلاح المؤسسات العمومية
وتواجه المؤسسات العمومية وضعا صعبا وسط دعوات من المانحين الدوليين إلى تقليص كتلة الأجور في القطاع العام والتفويت في تلك المؤسسات للقطاع الخاص أو إصلاحها، لكن لم تتم إلى حدّ الآن مباشرة أي عملية إصلاحية تخص تلك المؤسسات رغم الاتفاق بين الأطراف المعنية على ضرورة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
ومن بين هذه المؤسسات شركة الخطوط التونسية التي تعيش أزمة تفاقمت خلال السنوات الماضية، إذ زاد مستوى تردي خدماتها، وهو ما طرح تساؤلات متواترة حول ما يحدث في هذه الشركة، وما إذا كانت أزمتها حقيقيّة أم مفتعلة بغية تسهيل مهمة التفريط فيها للقطاع الخاص.
وتضم الشركة، التي لا يتجاوز أسطولها 28 طائرة من بينها 15 قيد التشغيل حاليا، حوالي ثمانية آلاف موظف. ونسبة العاملين مقارنة بعدد الطائرات لدى الشركة هي الأعلى بين شركات الطيران في العالم.
وقال الأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي إن “أكبر إصلاح اليوم هو إصلاح العقلية بالتواضع، خصوصا وأن كل الهياكل والمؤسسات في حاجة إلى إصلاحات بنظرة شمولية ذات أهداف عقلانية تأخذ في الاعتبار قدرات تونس المادية وكيفية انطلاق البناء بعيدا عن الغوغائية”.
وتابع الطبوبي أن الاتحاد العام التونسي للشغل منفتح على الحوار الذي يقود إلى إصلاح المؤسسات العمومية.