علم الاجتماع الافتراضي يحذرنا من المستقبل

عمّان – يسلّط الباحث الأردني إبراهيم أحمد ملحم في كتابه “الأدب والجماهير الرقمية” الضوء على الظواهر الكبرى ذات الملامح الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية والثقافية، وأثرها في الأدب وحضوره الإنساني وسط ما يكتنف العالم من فوضى وعنف وحروب.
وقد تخلى عامدا عن تسليط الضوء على الأدب وحده بمعزل عن السياقات الرقمية والمجتمعية التي تحيط به، ويتفاعل معها وتتفاعل معه، فتحدّث عن الظواهر والموضوعات الكبرى، وعرّج من خلالها على الأدب، أو ترك بعضها دون هذا التعريج، لكي يقود إلى موضوعات أخرى تُبنى على ما سبق.
ومهّد المؤلف للجو العام الذي سيعيشه القارئ خلال قراءة الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون”، بقوله “ستجد نفسك أثناء القراءة كأنك تقرأ كتابا في علم الاجتماع الافتراضي، الذي أتمنى أن يكون تخصصا جامعيّا في المستقبل، إلى جانب علم الاجتماع الذي لا يزال قادرا على حل مشكلات وتفسير ظواهر معينة في مجتمع الحياة اليومية”.
ويضم الكتاب ستة فصول، يتناول فيها الكاتب بداية موضوع “التكنولوجيا الذكية والمسؤولية عن العنف” وموضوع “البحث العلمي في العصر الرقمي”، معرجا على موضوعات فرعية مثل: المكتبات ومصادر البحث العلمي في اللغة العربية، والسياق الرقمي الذي يعيش فيه البحث العلمي، والأشكال الأدبية الجديدة التي ما زالت غائبة عن البحث العلمي، وفوضى البحث العلمي في اللغة والأدب والنقد، وفوضى الترجمة إلى اللغة العربية.
أما الفصل الثالث فتحدث عن “الحروب الرقمية” الخفية أو الباردة وتجلياتها، ليتطرق إلى مسألة “الثروة الحقيقية واختراع الأزمات”. واختُتم الكتاب بالفصل السادس الذي قدم استشرافا لموضوع “المستقبل والتقنيات المرعبة” وتصورا لانعكاساتها على نمط الحياة في عام 2040.
وقدّم المؤلف مجموعة من التوصيات في الفصل الأخير الذي يحمل عنوان “حتى لا يكون المستقبل مظلما”، نوّه فيها بضرورة استثمار التكنولوجيا في موضوعات ملحّة، أهمها: خدمة الإنسان عبر توظيف الأدب لتعزيز القيم الجمالية والأخلاقية، وتحديث خبرات الكوادر الأمنية على صعيدي الجريمة المنظمة والإرهاب، وتبصرة الأفراد بمعاني الوسطية والانفتاح والمواطنة، والاستعداد لحقبة ما بعد السوق التي ستأتي في أعقاب الثورة الصناعية الثالثة التي ستدشن بدورها عصرا جديدا من الأسواق العالمية والإنتاج والاقتصاد الذي يكاد يخلو من القوة العاملة.