أستراليا تصنّف حزب الله بذراعيه السياسية والعسكرية منظمة إرهابية

وزيرة الداخلية الأسترالية تؤكد أن التنظيم المسلّح المدعوم من إيران يواصل التهديد بشنّ هجمات إرهابية وتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية ويشكّل تهديدا حقيقيا وموثوقا به.
الأربعاء 2021/11/24
خطوة توسّع العقوبات التي كانت تشمل جناحه العسكري حصرا

سيدني – صنّفت أستراليا الأربعاء حزب الله بأسره "منظمة إرهابية"، في خطوة وسّعت من خلالها نطاق العقوبات التي كانت تشمل حصرا الجناح العسكري للتنظيم الشيعي المسلّح، الذي يسيطر على قسم كبير من لبنان، لتشمل جناحه السياسي ومؤسّساته المدنية.

وقالت وزيرة الداخلية كارين أندروز إنّ التنظيم المسلّح المدعوم من إيران "يواصل التهديد بشنّ هجمات إرهابية وتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية" ويشكّل تهديدا "حقيقيا" و"موثوقا به" لأستراليا.

وحزب الله بأسره مصنّف في الولايات المتّحدة منظمة إرهابية خلافا لما هو عليه وضعه في دول أخرى اكتفت بإدراج جناحه العسكري على قائمتها للمنظمات الإرهابية وأبقت جناحه السياسي خارج إطار العقوبات، وذلك خشية منها أن تعقّد مثل هذه الخطوة صلاتها بالسلطات اللبنانية.

والفصيل الشيعي الممثّل في مجلس النواب هو أيضا التنظيم المسلّح اللبناني الوحيد الذي لم يتخلّ عن ترسانته العسكرية في نهاية الحرب الأهلية (1975 - 1990).

ويمتلك حزب الله ميليشيا قوية تدعمها إيران بالمال والسلاح. ولا تتوانى الجمهورية الإسلامية عن استخدام هذه القوة العسكرية في حروب تخوضها بالوكالة في المنطقة.

وبموجب القرار بات محظورا في أستراليا، حيث تعيش جالية لبنانية كبيرة، الانتماء إلى حزب الله أو تمويله.

ولم توضح وزيرة الداخلية الأسترالية الأسباب التي دفعتها إلى اتّخاذ هذا القرار، الذي يأتي في وقت يغرق فيه لبنان في أزمة اقتصادية وسياسية عميقة.

ويعيش نحو 80 في المئة من سكان لبنان تحت خط الفقر، في ظلّ معدّلات تضخّم مرتفعة وشحّ في الأدوية والمحروقات وتقنين حادّ للتغذية بالتيار الكهربائي، في حين ترفع الحكومة تدريجيا الدعم عن الأدوية والوقود.

وأشاد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد بالقرار الأسترالي في تغريدة على تويتر، قائلا "أستراليا صديق مقرب لإسرائيل في الحرب ضد الإرهاب العالمي".

وشدد لبيد على أن وزارته تقود بـ"التعاون الوثيق مع المجتمع الأمني ​​الإسرائيلي، حملة دولية لإعلان حزب الله منظمة إرهابية".

وأشار إلى أن "القرار الأسترالي ينضم إلى قرارات مماثلة وهامة اتخذتها 17 دولة أخرى في العامين الماضيين، والتي أدركت أنه لا توجد أجنحة منفصلة لمنظمة إرهابية"، في إشارة إلى حظر بعض الدول للجناح العسكري فقط.

وأوضح قائلا "ينطبق الشيء نفسه على منظمة حزب الله الإرهابية، فهي جسد واحد، وأي فصل بين أجنحتها يكون مصطنعا"، داعيا في نفس الوقت الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو أستراليا.

وقال "أدعو الدول الأخرى والاتحاد الأوروبي إلى الانضمام إلى الضغط على حزب الله، وتجريم أنشطته، والاعتراف بالمنظمة بجميع أذرعها كمنظمة إرهابية".

وكانت النمسا حظرت في مايو الماضي نشاط حزب الله اللبناني واعتبرته منظمة إرهابية بجناحيه السياسي والعسكري، متجاوزة في ذلك سياسة الاتحاد الأوروبي التي تكتفي بحظر الذراع العسكرية فقط.

وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إن "هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكرية والسياسية".

وفي يناير عام 2020، صنفت وزارة الخزانة البريطانية حزب الله بجميع أجنحته جماعة إرهابية، كما قررت تجميد أرصدته، ولم تقف بريطانيا وحدها في خط المواجهة مع شبكات حزب الله في أوروبا، حيث اتخذت الداخلية الألمانية قرارا بحظر الحزب بجناحيه العسكري والسياسي.

لكن هولندا تعد أول دولة أوروبية تحظر حزب الله، ففي عام 2004 أعلنت أمستردام حظر أنشطة حزب الله بالكامل على أراضيها، لتصبح أول دولة أوروبية تتخذ هذا القرار.