آبي أحمد يقود القتال على الأرض مع اقتراب التمرد من أديس أبابا

أديس أبابا - أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أنه سيتوجه إلى الجبهة الثلاثاء، لقيادة جنوده الذين يقاتلون المتمردين، في وقت تقترب فيه المعارك أكثر فأكثر من أديس أبابا، وسط أنباء عن اقتراب قوات جبهة تيغراي من السيطرة على مدينة دبر برهان، على بعد 130 كلم من العاصمة الإثيوبية.
وقال آبي أحمد الفائز بجائزة نوبل للسلام في بيان نشره على حسابه في موقع تويتر إنّه "اعتبارا من الغد (الثلاثاء) سأتوجّه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلّحة".
وأضاف مخاطبا "أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء إثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم. لاقونا في الجبهة".
ورجحت وسائل إعلام إثيوبية سقوط مدينة دبر برهان بأيدي قوات جبهة تحرير تيغراي خلال الساعات المقبلة.
وذكر حساب "تيغراي بالعربي" على تويتر أن مدينة دبر برهان التي تبعد عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 130 كيلومترا فقط، أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة على أربعة محاور.
وأضاف أنه وفي الجبهة الخامسة المتجهة غربا سوف تلتقي قوات تيغراي قريبا بأكبر جبهة لقوات جبهة "تحرير أورومو" المتمركزة في غرب العاصمة أديس أبابا.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في الرابع من نوفمبر 2020 في إقليم تيغراي (شمال) بين القوات الاتّحادية وجبهة تحرير شعب تيغراي المدعومة من جيش تحرير أورومو، عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.
ويأتي بيان رئيس الوزراء في وقت أكّدت فيه جبهة تحرير شعب تيغراي مواصلة تقدّمها باتجاه أديس أبابا، مشيرة إلى أنّها سيطرت على بلدة شيوا روبت التي تبعد عن شمال شرقي العاصمة بنحو 230 كيلومترا.
وأصدر رئيس الوزراء بيانه في أعقاب اجتماع حول الوضع العسكري الراهن، عقدته اللجنة التنفيذية لحزب "الازدهار" الحاكم.
وفي ختام الاجتماع الحزبي أعلن وزير الدفاع أبراهام بيلاي أنّ القوات الأمنية ستنخرط "في عمل مختلف"، وقال "لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، ممّا يعني أنّه سيكون هناك تغيير".
وأضاف "ما حدث وما يحدث لشعبنا من فظائع ترتكبها هذه المجموعة المدمّرة الإرهابية واللصوصية لا يمكن أن يستمرّ".
وقال حزب الازدهار الحاكم في إثيوبيا إن أديس أبابا تواجه تحديات تاريخية وغير مسبوقة، وإن قيادة الحزب اتخذت خطوات لمواجهة تلك التهديدات.
وقالت اللجنة التنفيذية للحزب الذي يترأسه رئيس الوزراء الإثيوبي، إن قيادة الحزب ستتصدى للتهديدات التي تواجه إثيوبيا في الفترة الأخيرة. مؤكدة أن "الإثيوبيين يعملون معا لإنقاذ بلادهم".
وأضافت في بيان الاثنين أن ما وصفته بـ"جماعات داخلية وقوى أجنبية" لا يريد وجود إثيوبيا، وهما يشكلان تهديدا خطيرا لأمن وسلامة البلاد.
وميدانيا، تتصاعد حدة القتال في المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي جبهة تيغراي، للأسبوع الرابع على التوالي.
وتحتدم المعارك حاليا في جبهة ملي، إضافة إلى جبهة باتي إسيعيتا، حيث أعلنت الحكومة تصديها لهجوم واسع من مسلحي جبهة تيغراي.
وتكمن أهمية باتي إسيعيتا في أنها حلقة وصل بين إقليمي أمهرة وعفر، حيث الطريق الحيوي الرابط بين ميناء جيبوتي والعاصمة أديس أبابا، وتسعى جبهة تيغراي إلى قطع هذا الطريق بهدف خنق العاصمة.
وتحاول جبهة تيغراي الوصول إلى منطقة ملي التي تقع على خط رئيس يصل أديس أبابا بجيبوتي، وتشكل شريانا حيويا لنقل البضائع إلى البلاد.
وقال التلفزيون الإثيوبي إن قوات الجيش وقوات إقليم أمهرة والقوات الخاصة تتصدى لجبهة تحرير شعب تيغراي في مواقع القتال النشطة حاليا، وذلك في أقاليم أمهرة وأوروميا وعفر وتيغراي.
وجددت وزارة الخارجية الأميركية دعوتها للرعايا الأميركيين إلى مغادرة إثيوبيا على خلفية احتدام المعارك.
وكانت الحكومة الاتّحادية أعلنت في الثاني من نوفمبر حالة الطوارئ لستّة أشهر في سائر أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا إلى تنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم، في ظلّ تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائهم نحو العاصمة.
لكنّ السلطات تؤكّد في الوقت نفسه أنّ ما يعلنه المتمرّدون من تقدّم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا مبالغ فيه.
وأرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيغراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي، بعدما اتّهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مراكز للجيش الاتحادي.
وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن آبي النصر في الثامن والعشرين من نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي، قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
ويبذل المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان ونظيره الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، جهودا حثيثة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.