روبوتات خلوقة في خدمة زبائن مطعم موصلي

مطعم جديد يواكب التكنولوجيا ويضع الروبوتات في خدمة الزبائن.
الثلاثاء 2021/11/23
الثعلب الأبيض يرحب بكم

يحاول الموصليون إنقاذ مدينتهم ممّا خلفه بطش الدواعش فيها، فيسرعون الخطى للعودة إلى الحياة وتعويض ما فاتهم منها، وخير دليل على ذلك مطعم جديد يواكب التكنولوجيا ويضع الروبوتات في خدمة الزبائن.

الموصل (العراق) - يتنقّل روبوت في أرجاء مطعم في الموصل في شمال العراق، مقدّما أطباقا متنوعة إلى رواد الموقع بفضل تكنولوجيا طُوّرت جزئيا في هذه المدينة العراقية التي دفعت فاتورة باهظة بسبب الحرب.

ويرحّب الروبوت الأبيض والأزرق بصوت آلي نسائي بزبائن دخلوا المطعم، قائلا “أهلا وسهلا بكم على الطاولة الثالثة” و”أتمنى أن تستمتعوا بوقتكم في مطعمنا”.

ويضيف الإنسان الآلي فيما تلمع عيناه بضوء أحمر “لا تنسوا أن تعطوا آراءكم حول فكرة المطعم ومستوى الخدمة”.

ويبادر الزبائن بعد ذلك إلى طلب وجباتهم إلكترونيا عبر شاشات دُمجت بسطح طاولاتهم.

ويتنقل هذا الروبوت الذي يضع قبعة سوداء على رأسه ووشاحا أنيقا حول عنقه، ببطء على سكة حديدية تؤمّن حركته على أرضية الصالة المزدحمة بالزبائن.

ويقول صاحب المطعم رامي عبدالرحمن (30 عاما)، إن فكرة المشروع نشأت لديه خلال جائحة كورونا إثر مشاهدة مقاطع مصورة تظهر روبوتات وموائد رقمية تعمل باللمس في مطاعم في الإمارات وإسبانيا واليابان.

ومازالت أجزاء من مدينة الموصل تعاني آثار سنوات الحرب، لكن بإمكان سكان المدينة الابتعاد عن هذه الأجواء لفترة وجيزة من خلال تناول وجبة العشاء في مطعم “وايت فوكس” أو الثعلب الأبيض.

وتعكس مشاهد تزيّن الجدران داخل المطعم، رائد فضاء يطفو في الفلك ومنظرا للأرض وكواكب أخرى كما لو أنها من نافذة مركبة فضائية.

لكن عنصر الإثارة الأكبر هما الروبوتان المغلفان بالبلاستيك اللذان يتنقلان لتقديم الطعام للزبائن الذين يعج بهم الموقع.

وفي كل مرة يقترب الروبوت، يسارع الزبائن إلى إخراج هواتفهم الذكية لالتقاط الصور، كذلك يقف الأطفال ليأخذوا صورا لهم بجانب الإنسان الآلي قبل مغادرة المطعم.

الروبوتات تدخل الخدمة في مطاعم الموصل
الروبوتات تدخل الخدمة في مطاعم الموصل

ويشير عبدالرحمن، وهو طبيب أسنان، إلى أن الروبوتين مستوردان من خارج العراق من دون الإفصاح عن كلفة المشروع أو الجهة المموّلة له.

وتطغى التكنولوجيا على المطعم حتى أن الطاولات الـ15 تعمل بنظام رقمي يتيح للزبائن من خلال اللمس تصفح قائمة الطعام وإرسال الطلبيات، كما زُوّدت الطاولات بأجهزة شحن لاسلكية للهواتف.

ويلفت عبدالرحمن إلى أن البرمجة والنظام المستخدم في المطعم من تنفيذ مجموعة شباب من جامعة الموصل، “ساعدونا في ربط الطاولات والأنظمة وإنشاء برمجيات خاصة بالمطعم ووضع خوادم معلوماتية خاصة بنا”.

ولا يقتصر التفرّد على استخدام النادل الإلكتروني فحسب، وإنما يوفر المطعم قاعات خاصة للضيوف تقدم فيها عروض ضوئية لقاع البحر الذي يحتوي على الأسماك والشعب المرجانية، بالإضافة إلى عروض ضوئية للشلالات على جدران القاعات وطاولاتها بقصد الترفيه عن روادها.

وللأطفال نصيب عند “الثعلب الأبيض”، حيث خصصت أماكن لهم في المطعم مجهّزة بالشاشات والأجهزة التي يمكن من خلالها الاستمتاع بمختلف الألعاب المخصصة لهم.

ويؤكد عبدالرحمن الذي يأمل في توسيع خدمات مطعمه لتشمل وجبات الفطور والغداء، أن بعض زبائن “وايت فوكس” يجتازون مسافات طويلة للمجيء إلى المكان من محافظات مجاورة مثل صلاح الدين وأربيل.

ورغم المعدات الحديثة، يبقى هناك دور للإنسان، إذ يضع أربعة شبان الأطباق التي ينقلها الروبوت على الطاولات وبالعكس.

ويبدو بشار البياتي (50 عاما) الذي أتى لتناول العشاء مع زوجته معجبا بهذا الأسلوب الحديث في المطعم، إذ يلتقط صورا له مع الروبوت مراقبا عمله بابتسامة على وجهه.

ويقول البياتي “هذا شيء جميل وحضاري بمدينة الموصل، سافرت إلى خارج العراق، لكنني لم أجد مثل هذا لا في تركيا ولا الأردن ولا السعودية”.

ويضيف “أنا سعيد جدا بوجود هذه الخدمة في الموصل، سواء لناحية النظافة أو السرعة أو الأسعار، وأتمنى أن تُعمم الفكرة في جميع المطاعم”، مؤكدا أن “وايت فوكس” سيكون “مطعمي المفضّل في مدينة الموصل”.

20