جهود أفريقية – أميركية مضنية لتطويق الأزمة في إثيوبيا

توسع القتال شمال البلاد يهدد استقرار المنطقة.
الجمعة 2021/11/19
قلق دولي ينبأ بخطر قادم من إثيوبيا

أديس أبابا - عاد مبعوثون من الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة إلى إثيوبيا في إطار تكثيف الجهود للتفاوض بشأن وقف لإطلاق النار في شمال البلاد، يحذر محللون من أن توسعه يهدد الاستقرار الإقليمي الهش.

ووصل مبعوث القرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو ونظيره الأميركي جيفري فيلتمان الخميس إلى أديس أبابا، في مسعى لتطويق الأزمة التي عصفت باستقرار البلاد وتنزلق بها نحو حرب أهلية يحذر محللون من تداعياتها الكارثية على المنطقة برمتها.

وزار الرجلان إثيوبيا في وقت سابق من نوفمبر لمحاولة تسهيل الاتفاق بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ومتمرّدي جبهة تحرير شعب تيغراي الذين يتقدّمون في جنوب البلاد باتجاه العاصمة أديس أبابا.

ويقود أوباسانجو حملة عالمية تهدف إلى وضع حدّ لنزاع أسفر عن الآلاف من القتلى منذ أكثر من عام وأدّى إلى نزوح مليوني شخص.

وتوجّه الرئيس النيجيري السابق مرّتين إلى عاصمة إقليم تيغراي ميكيلي للقاء مسؤولين من جبهة تحرير شعب تيغراي، في مؤشر إلى إحراز تقدم بعد تصريحات عدة رفضت فيها جبهة تحرير شعب تيغراي وساطة الاتحاد الأفريقي، ومقرّه في أديس أبابا، باعتباره منحازا ومؤيدا لحكومة آبي أحمد.

إسقاط رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد يدفع مجموعات أخرى إلى محاولة الإطاحة بحكومات أخرى في المنطقة

وقال مصدر من جبهة تحرير شعب تيغراي الخميس إن أوباسانجو قد يعود إلى ميكيلي نهاية هذا الأسبوع.

ولفت دينا مفتي في مؤتمر صحافي إلى أن أوباسانجو “قام بجولات مكّوكية” بين المعسكرين “لتثبيت الوقائع”.

وأضاف “أظن أنه يقوم بتحقيق. يلتقي بعدّة شركاء. في نهاية المطاف، سيقدّم اقتراحات. هذه الاقتراحات لا تزال غير واضحة”، متابعا “الأمر نفسه ينطبق على فيلتمان”.

وجدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعوة واشنطن إلى وقف إطلاق النار خلال زيارة له إلى كينيا الأربعاء في أولى مراحل رحلته الأولى إلى أفريقيا جنوب الصحراء منذ انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأكّدت وزيرة الخارجية في كينيا رايتشل أومامو في مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن الأربعاء أن دولة كينيا التي لعبت دورا فاعلا في جهود الوساطة لمحاولة إنهاء النزاع تؤمن بأن “وقف إطلاق النار ممكن”.

واندلع القتال قبل عام بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي كانت تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا، وبين الحكومة الاتحادية. وتتهم الجبهة الحكومة بمحاولة ممارسة مركزية السلطة على حساب الأقاليم الإثيوبية، وتتهم الحكومة الجبهة بالسعي لاستعادة هيمنتها على البلاد.

ويريد زعماء الجبهة من رئيس الوزراء ترك منصبه ومن الحكومة السماح بدخول المساعدات الإنسانية لتيغراي. وتقول الحكومة إنه يتعين على قوات تيغراي الانسحاب من أراض سيطرت عليها في أقاليم مجاورة.

وأشارت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي علانية إلى أن قواتها قد تزحف جنوبا صوب العاصمة أديس أبابا، لكنّ قتالا أعنف رُصد صوب الشرق في إطار محاولة السيطرة على ممر رئيسي للنقل يصل البلد غير المطل على بحار بميناء جيبوتي وهو الميناء الرئيسي في المنطقة.

أزمة حادة تعصف بالبلاد
أزمة حادة تعصف بالبلاد

وبدأت المعارك في إثيوبيا في الرابع من نوفمبر 2020 بعدما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي الجيش الفدرالي إلى تيغراي للإطاحة بالسلطات المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي.

ويشهد الإقليم منذ ذلك الحين ما تصفه الأمم المتحدة بأنه حصار فعلي يمنع إيصال المساعدات الإنسانية.

وأعلن آبي أحمد النصر في الثامن والعشرين من نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة استعادوا السيطرة في يونيو على القسم الأكبر من تيغراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

ومع سقوط الآلاف من القتلى ونزوح مليوني شخص وتزايد المخاوف من زحف المتمردين على أديس أبابا، تهدد الحرب في إثيوبيا بزعزعة الاستقرار على نطاق واسع في المنطقة، مع تداعيات محتملة على بلدان شرق أفريقيا.

ويثير الوضع في إثيوبيا قلق الدول المجاورة والأسرة الدولية التي تعمل على وضع حد للنزاع الدائر منذ عام بين القوات الحكومية والمتمردين.

وفي حال تمكّن المتمردون من إسقاط آبي أحمد، يمكن أن تكون تداعيات هذا الأمر على المدى الطويل أكثر خطورة، بحسب محللين حذّروا من “تأثير الدومينو” الذي يمكن أن يدفع مجموعات أخرى إلى محاولة إطاحة حكومات في المنطقة.

5