الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة في المغرب يستخدمون الفن وسيلة للتواصل

جمعية أنوار للتنمية والتضامن تنظم ورشة "الفن العفوي" للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية.
الجمعة 2021/11/19
الأطفال ذوو الاححتياجات الخاصة يتطلبون رعاية من نوع خاص

مراكش ـ يتطلب تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الحق في التعليم والتعلم وممارسة الأنشطة الثقافية، توفّر دعامتين أساسيتين، هما الإرادة السياسية، وحشد الجهود لإحداث تغيير ثقافي، وهو ما قامت به جمعية أنوار للتنمية والتضامن التي سعت لإيقاظ الجانب الفني لدى مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية.

وبالشراكة مع الفنانة التشكيلية والسيراميك رجاء سايس نظمت جمعية أنوار للتنمية والتضامن ورشة عمل فنية تحت شعار “الفن العفوي” في آيت فاسكا- إقليم الحوز – بمراكش خصصت للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية.

وأشار محمد دقاق رئيس جمعية أنوار للتنمية والتضامن إلى أن هذه الورشة الفنية كانت على غاية من الأهمية لأن المشاركين الرئيسيين فيها هم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة المعاقين عقليا.

وقال دقاق “أعتقد أن كل واحد منا، وخاصة الأطفال، لديه فنان خفي يحتاج إلى الإيقاظ”. وأضاف أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم تصور ديناميكي لبيئتهم، لكنهم يواجهون أحيانا تحديا للتعبير عما يشعرون به حيال ذلك.

وتابع “لقد قمنا بدعوة رجاء سايس التي نعتقد أنها أفضل مدربة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن خلال هذه الورشة، سنتمكن من مساعدة هؤلاء الأطفال وتعليمهم استخدام الفن كوسيلة للتواصل. جمعيتنا هنا للمساعدة في تحقيق التغيير المجتمعي والتنمية في مجتمع آيت فاسكا… سايس  الفنانة العميقة المعروفة بإبداعاتها لديها خلفية راسخة وخبرة في تنسيق الأحداث الفنية في المغرب. سوف تشارك قدراتها ومعرفتها مع الأطفال المميزين في آيت فاسكا”.

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة لديهم تصور ديناميكي لبيئتهم، لكنهم يواجهون أحيانا تحديا للتعبير عما يشعرون به حيال ذلك

وأكدت سايس أنها تشرفت باختيارها جمعية أنوار للمشاركة في تنظيم ورشة العمل الفنية، مشيرة إلى أنها تشعر أن هذا البرنامج هو استراتيجية فعالة لتحقيق التنمية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت سايس “أعمل كفنانة ومربية للأطفال ذوي الإعاقات العقلية منذ عام 2003. هؤلاء الأطفال لهم مكانة خاصة في قلبي، وأعتقد أن لديهم تقاربا خاصا مع الفن. ستساعدهم ورشة العمل على تسخير عقولهم الإبداعية وخلق فن فريد ومليء بالمعنى”.

وأضافت أنه مع أكثر من عشر سنوات من السجل الحافل في مساعدة الأطفال المحرومين، سيصبح نجاح هذه الورشة الفنية علامة فارقة جديدة لجمعية أنوار. وأشارت إلى أن جمعية أنوار نجحت في تنظيم وإنشاء العديد من البرامج والمشاريع المتعلقة بالرعاية الصحية وسبل العيش والتعليم من أجل رفاهية وتنمية المجتمع في آيت فاسكا.

وقال دقاق “يسعدنا أن نفتح أبوابنا ونرحب بالأطفال. نأمل أن يجدوا برنامجنا منيرا وممتعا”.

وتعمل جمعية أنوار مع متطوعيها المتفانين على بذل قصارى جهدهم للتخفيف من الظروف المعيشية للمجتمع وبالتالي تقليل التحديات التي يواجهها المحرومون اجتماعيا.

وتؤمن جمعية أنوار بشدة أن الأطفال هم مفتاح تحقيق التنمية المستدامة ومستقبل أفضل للمجتمع المغربي. وتقوم الجمعية والأشخاص الذين يقفون وراء ورشة العمل الفنية المقبلة بإعداد المكان والأدوات والمرافق لاستيعاب الأطفال.

وتعد قضية حقوق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة واحدة من أهم القضايا الهامة التي تلتزم السلطات المغربية بالاهتمام بها جيدا.

وأقرّ الدستور المغربي في مادته 34 على التزام السلطات العمومية بوضع وتنفيذ سياسات لإعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من إعاقة جسدية حسية وحركية وعقلية وإدماجهم في الحياة الاجتماعية والمدنية، وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات المعترف بها.

ويشدد حقوقيون ومهتمون بمسار التعليم بالمغرب على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل إدماج هذه الفئة في التعليم، بدعم وتطوير التقنيات والبرامج المخصصة لهم، تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

17