ميقاتي يدعو إلى عودة العمل الحكومي وسط تمسك حزب الله بالمقاطعة

رئيس الوزراء اللبناني يؤكد ضرورة حصر ملف انفجار المرفأ في الإطار القضائي وإبعاده عن السياسة.
الثلاثاء 2021/11/16
ميقاتي يدعو إلى صون علاقات لبنان مع العالم والخليج

بيروت - حث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الثلاثاء جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، على التعاون لإعادة عجلة العمل الحكومي إلى "الدوران الكامل"، في ظل إصرار حزب الله على مقاطعة جلسات الحكومة إلى حين تنحية المحقق العدلي القاضي طارق بيطار.

وجاءت دعوة ميقاتي خلال اجتماع موسّع بالسراي الحكومي، للبحث في استكمال "خطة الإصلاح والنهوض وإعادة الإعمار" التي أطلقها البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد انفجار مرفأ بيروت، وفق بيان صادر عن الموقع الرسمي لرئيس الحكومة.

وشارك في الاجتماع الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي وممثلة البنك الدولي في لبنان منى قوزي، إضافة إلى وزراء ونواب ومسؤولين لبنانيين وسفراء دول.‎

وقال ميقاتي "نجدد دعوة جميع الأطراف المشاركة في الحكومة إلى التعاون لإعادة عجلة العمل الحكومي إلى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول، وصون علاقات لبنان مع دول العالم، لاسيما الأشقاء في دول الخليج".

وتعاني حكومة ميقاتي من الأزمة اللبنانية - الخليجية على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي المسيئة للسعودية.

وأضاف ميقاتي "كفانا إضاعة للوقت وللفرص ولنتعاون جميعا في ورشة عمل نمضي فيها في حلّ ما أمكن من مشكلات لها علاقة بأولويات اللبنانيين الموجوعين، ووضع سائر الملفات المرتبطة بالمعالجات متوسطة وطويلة الأمد على سكة النقاش مع الهيئات الدولية المعنية".

وجلسات مجلس الوزراء متوقفة عن الانعقاد منذ الثاني عشر من أكتوبر الماضي، بعد طلب وزراء "حركة أمل" وميليشيات "حزب الله" تدخل الحكومة لكف يد القاضي طارق بيطار، لكن الطلب قوبل برفض عدد آخر من الوزراء ورئيسي الحكومة والجمهورية.

وتعرض المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي بيطار في الفترة السابقة لانتقادات من بعض القوى السياسية، ومن بينها حزب الله الذي تحدث عن "استنسابية" يمارسها في الاستدعاءات القضائية.

ويجد ميقاتي نفسه عاجزا عن عقد مجلس وزراي للدخول في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لإيقاف الانهيار المالي، في ظل تمسك حزب الله بالمقاطعة.

ورغم أن ميقاتي كان بإمكانه تجاوز مقاطعة حزب الله أو استقالة قرداحي، بالسعي إلى إعادة الكهرباء وإعداد خطّة إنقاذ مالي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي خارج مجلس الوزراء، إلا أن الأدوات المتاحة للحكومة محدودة للغاية.

ويركز ميقاتي اهتمامه على حل مشكلة الكهرباء ليقول إنه حقق شيئا على الأقل، إلا أن توصيل الغاز المصري والكهرباء الأردني إلى لبنان لا يزال يتطلب عدة أشهر من الاستعدادات الفنية.

كما أن هناك مقترحات مصرفية تسمح باستخدام أموال المودعين المجمدة لإنشاء شركة تتكفل بتوليد الكهرباء وتوزيعها، إلا أن اقتراحا كهذا يبدو خارجا عن المقبول في ظل مطالبات المودعين أنفسهم بأموالهم المحتجزة وليس التصرف فيها.

وتشير الأزمة من كل نواحيها إلى أن واقع الانهيار هو الطريق الوحيد المتاح أمام حكومة تواجه مشكلة إذا عادت لتجتمع، ومشكلة أخرى إذا لم تجتمع.

وقال ميقاتي إن "الأولوية تبقى لجلاء ملابسات جريمة انفجار مرفأ بيروت الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جراح المفجوعين".

ودعا إلى "إبعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في إطاره القضائي الصرف واعتماد الأصول الدستورية في معالجته"، مشددا على أن "القضاء هو الملجأ لنا جميعا ومن واجبنا حمايته وصونه".

وفي الرابع من أغسطس 2020، وقع انفجار ضخم في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، فضلا عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.

ومنذ نحو عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة، صنفها البنك الدولي من بين 3 أسوأ أزمات اقتصادية في العالم، أدت إلى انهيار مالي، وارتفاع في معدلات الفقر، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.