واشنطن تهدد بوقف الوساطة بين بيروت وتل أبيب بشأن الحدود البحرية

المبعوث الأميركي آموس هوكستاين يدعو القادة الإسرائيليين واللبنانيين إلى تسوية الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية قبل موعد الانتخابات البرلمانية اللبنانية.
الخميس 2021/11/11
اتصالات منفصلة قبل استئناف المفاوضات المباشرة

واشنطن - هدد المبعوث الأميركي لحل النزاع الحدودي البحري بين إسرائيل ولبنان آموس هوكستاين، بوقف جهوده في حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق قبل موعد الانتخابات البرلمانية في مارس 2022 في لبنان.

ونقل موقع "إكسيوس" الأميركي مساء الأربعاء عن مسؤولين في تل أبيب، قولهم إنّ الرسالة التي عبّر عنها هوكستاين، تهدف إلى الإيضاح للطرفين أنه يجب عليهما التوصل إلى تسوية تنهي الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية بينهما من خلال تقديم تنازلات، مشيرا إلى أنّ المسؤول الأميركي أبلغ القيادة الإسرائيلية بموقفه هذا خلال اللقاءات التي عقدها في تل أبيب الأحد الماضي.

وفي تقريره، أشار الموقع إلى أنّ هوكستاين أكد للمسؤولين الإسرائيليين أنه يرى أنّ الفترة الممتدة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان تمثل "نافذة فرص لتحقيق تسوية، على اعتبار أنّ لبنان معنيّ بإنقاذ اقتصاده، وجذب استثمارات خارجية".

ويبدو مما نقله التقرير الأميركي عن المسؤولين الإسرائيليين، أنّ تهديد هوكستاين بوقف جهوده للوساطة بين بيروت وتل أبيب، يهدف أساسا إلى الضغط على الطرف اللبناني للموافقة على المقترحات التي تطرحها واشنطن لتسوية الخلاف.

وبحسب التقديرات التي أوردها التقرير، فإنّ الإيرادات المحتملة لخزينة الدولة اللبنانية جراء استخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وهو ما قد يكون حاسما للاقتصاد اللبناني المعرض للخطر.

وأشار إلى أنّ إقدام الرئيس الأميركي جو بايدن على تعيين هوكستاين، الذي يعد من أوثق مقربيه، وسيطا لحلّ الخلاف بين لبنان وإسرائيل، يدلّ على أنّ الإدارة الأميركية تمنح حلّ هذه القضية أولوية كبيرة.

ولفت التقرير إلى الاعتبارات الاقتصادية التي تدفع الولايات المتحدة إلى محاولة حلّ الخلاف بشأن هذه القضية، من منطلق أن هذا الخلاف يمنع الشركات الأميركية من الاستثمار في استخراج الغاز بالحقول التي اكتشفت في المنطقة خلال العقد الأخير.

وذكّر بأنّ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن حلّ الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية بدأت في أكتوبر 2020، وهي المرة الأولى التي تجرى فيها مثل هذه المفاوضات منذ 30 عاما، لكنها توقفت بعد إجراء عدة جولات منها.

وكانت المفاوضات توقفت عند إصرار وفد بيروت على أن حدود لبنان هي الخط 29 وليس 23، وفقا لخارطة قدمها بإحدى جلسات المحادثات تدفع باتجاه 1430 كيلومترا مربعا إضافية للبنان، وهذا ما ترفضه إسرائيل.

وأشار التقرير إلى أنّ هوكستاين زار بيروت الأسبوع الماضي، والتقى كلا من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما زار إسرائيل الأحد الماضي والتقى رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزيرة الطاقة كارين الهرار ومسؤولين كبارا آخرين.

وأبلغ هوكستاين المسؤولين الإسرائيليين بأنه لن يستأنف المحادثات المباشرة بين إسرائيل ولبنان في قاعدة الأمم المتحدة على الحدود بين البلدين، بل سيقوم بزيارتين منفصلتين إلى بيروت والقدس من أجل الاستماع إلى الطرفين.

وأكد هوكستاين أنه سيقدم مقترحات لتسوية الخلافات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، بعد التعرف إلى وجهات نظر كل طرف منهما.