جهود أفريقية - أميركية لإنهاء القتال بإثيوبيا وسط مخاوف من حرب أهلية

واشنطن تؤكد أن هناك "نافذة صغيرة" للعمل مع الاتحاد الأفريقي لإحراز تقدم في إنهاء الصراع مع عودة المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي.
الثلاثاء 2021/11/09
عقبات تحول دون التوصل إلى وقف إطلاق النار

الأمم المتحدة/أديس أبابا - حذرت الأمم المتحدة من أن خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق "حقيقي للغاية"، في حين أكد الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة أنه لا توجد "فرصة كبيرة" لإنهاء القتال هناك.

وقالت مستشارة أمين عام الأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو إن الصراع المستمر منذ عام في إقليم تيغراي بلغ مستويات "كارثية"، محذرة من أن "خطر انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية متنامية حقيقي تماما".

وأعربت المسؤولة الأممية في بيان عن "القلق البالغ إزاء تدهور الوضع في إثيوبيا في ظل تصاعد العنف، وتزايد وقوع حوادث بدوافع عرقية ودينية".

وحذرت المستشارة الخاصة من أن "المزيد من التدهور يمكن أن تكون له عواقب وخيمة ليس فقط على مستقبل إثيوبيا، ولكن أيضا على المنطقة ككل، بما في ذلك النزاعات عبر الحدود".

وقالت إن "إثيوبيا لا تزال تشهد توترات بين الجماعات العرقية وأنماطا من التمييز ضد مجموعات معينة، بما في ذلك التنميط الإثني، والتحريض على العنف والادعاءات بوقوع هجمات منهجية ضد مجموعات سكانية محددة".

وأوضحت أن "هذه كلها تشكل عوامل خطر لجرائم فظيعة، نظرا لتأثيرها المحتمل في إثارة أعمال عنف على نطاق واسع".

وقدم مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى القرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانغو ومنسقة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو، إحاطة لمجلس الأمن الدولي الاثنين.

وقال أوباسانغو متحدثا من إثيوبيا "نأمل في التوصل إلى برنامج يوضح" كيف يمكنهم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وانسحاب للقوات يرضي جميع الأطراف.

يأتي ذلك في وقت تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 400 ألف شخص في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة بعد عام على الحرب.

وأبلغ أوباسانغو مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا قائلا "كل هؤلاء القادة هنا في أديس أبابا وفي الشمال يتفقون على نحو فردي على أن الخلافات بينهم سياسية، وتتطلب حلا سياسيا من خلال الحوار".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تعتقد أن هناك "نافذة صغيرة" للعمل مع الاتحاد الأفريقي لإحراز تقدم في إنهاء الصراع مع عودة المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي.

وأعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان عاد إلى أديس أبابا الاثنين، لاستكمال جهوده الدبلوماسية الرامية إلى حل النزاع في إثيوبيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "نعتقد أنه لا تزال هناك نافذة صغيرة" لإحراز تقدم عبر جهود الوساطة، التي يبذلها الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي".

وأوضح أن الدبلوماسية الأميركية تجري مباحثات مع الحكومة الإثيوبية وأيضا مع جبهة تحرير شعب تيغراي، للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وأكد مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى القرن الأفريقي خلال جلسة للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي الاثنين، وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق "لكن هناك عقبات كبرى".

ويقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات إن جبهة تحرير شعب تيغراي لن تخوض أي محادثات إلى حين رفع القيود عن وصول المساعدات إلى الإقليم، بينما تشترط الحكومة انسحاب الجبهة من منطقتي عفر وأمهرة قبل أي شيء.

وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة الجمعة، بينها جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير أورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة برئاسة آبي أحمد.

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لنحو ثلاثين عاما، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت بالنظام العسكري الماركسي عام 1991.

وأزاح آبي أحمد الذي عُيّن رئيسا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.

وبعد خلافات استمرت أشهرا، أرسل آبي أحمد الجيش إلى تيغراي في نوفمبر 2020 لطرد السلطات المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتهمها بمهاجمة قواعد للجيش.

وأعلن انتصاره في الثامن والعشرين من نوفمبر، لكن في يونيو استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.