طهران تتهم وواشنطن تنفي محاولة سرقة نفط في بحر العرب

واشنطن ـ نفى مسؤولون أميركيون الرواية الإيرانية بشأن محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط في بحر عمان، وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أن التقرير الإيراني غير حقيقي وأنه لم تكن هناك أي محاولة أميركية لاحتجاز ناقلة.
وأوضحوا أن القوات الإيرانية احتجزت في الواقع ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي الشهر الماضي، وأن القوات البحرية الأميركية كانت تراقب الموقف فقط.
وتأتي هذه التطورات في خضم توتر لم يهدأ بين إيران والولايات المتحدة في الممرات المائية الرئيسية والاستراتيجية التي تمر عبرها معظم إمدادات الطاقة للعالم، وأيضا مع تعثر مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين الجانبين، فيما تشير الرواية الإيرانية إلى محاولة للتغطية على الاستفزازات التي يرتكبها الحرس الثوري الإيراني في مياه الخليج من حين إلى آخر، في استعراض قوة أو في شكل رسائل ضغط على الخصوم الغربيين.
وفي وقت سابق، زعم الحرس الثوري الإيراني إحباط عملية للجيش الأميركي كانت تهدف إلى احتجاز شحنة نفط على متن ناقلة إيرانية في خليج عمان.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية، "مع العمل الحاسم في الوقت المناسب للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري فشلت محاولة البحرية الأميركية الإرهابية لسرقة النفط الإيراني في خليج عمان"، مضيفا أن "الناقلة التي تحمل النفط الإيراني رست في ميناء بندر عباس يوم الخامس والعشرين من أكتوبر".
وزادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة في ما يتعلق بعودة طهران إلى المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي قلصت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية.
وقال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأربعاء إن المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي ستفشل ما لم يتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من ضمان عدم انسحاب واشنطن مجددا منه.
وغرد شمخاني على تويتر "الرئيس الأميركي، الذي يفتقر للسلطة، ليس مستعدا لتقديم ضمانات. إذا استمر الوضع الحالي، فإن نتيجة المفاوضات واضحة".
ويشكل تصدير النفط أحد المجالات المشمولة بالعقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على الجمهورية الإسلامية، لاسيما تلك التي أعادت واشنطن فرضها بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني في 2018.
وأفقدت العقوبات إيران غالبية مستوردي نفطها الذي كان يشكل مصدرا أساسيا لعائداتها المالية. وفي ظل العقوبات، لا تكشف طهران رسميا عما إذا كانت تواصل عمليات التصدير.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالتحايل على العقوبات المفروضة على قطاع النفط، من خلال تصدير الخام إلى دول مثل الصين وفنزويلا وسوريا، وهي أعلنت أكثر من مرة توقيف ناقلات تحمل نفطا إيرانيا متجهة نحو دول أخرى.
وسبق للبحريتين الإيرانية والأميركية أن تواجهتا في مناوشات عدة في مياه منطقة الخليج، حيث يتخذ الأسطول الأميركي الخامس من البحرين مقرا له.
وتتواجد البحرية الأميركية بشكل منتظم في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، خصوصا لكونها تشكل ممرا أساسيا لنسبة كبيرة من صادرات النفط إلى الأسواق العالمية.
وغالبا ما اتهمت واشنطن طهران بنشاطات "استفزازية"، خصوصا في مضيق هرمز. في المقابل، تؤكد طهران المكانة المحورية لهذه المنطقة، بما يشمل مياه الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، لأمنها القومي.
وفي السابع من أكتوبر بث التلفزيون الرسمي الإيراني شريطا مصوّرا قال إنه يظهر مطاردة قطع بحرية تابعة للحرس الثوري لقطع أميركية في الخليج، من دون تحديد تاريخها.
وتعود المرة الأخيرة التي تم فيها الإعلان عن حادث كهذا إلى الحادي عشر من مايو، حين أعلن الحرس أنه حذّر قطعا بحرية أميركية بعد تصرف "غير مسؤول" من قبلها، بعيد إعلان البنتاغون إطلاق نيران تحذيرية باتجاه قوارب إيرانية في مضيق هرمز.
وفي أواخر أبريل أعلنت البحرية الأميركية اقتراب زوارق هجومية إيرانية من سفينتين أميركيتين في المياه الدولية شمال الخليج، ما دفعها إلى إطلاق نيران تحذيرية.
وكشفت أيضا البحرية الأميركية أن قطعا إيرانية اقتربت من سفنها بشكل "عدواني" مطلع الشهر ذاته.
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ العام 1980. وأتى الإعلان عن إحباط محاولة مصادرة الناقلة عشية إحياء إيران الذكرى الثانية والأربعين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران، واحتجاز رهائن أميركيين من قبل طلاب مؤيدين للثورة الإسلامية.