تصعيد جزائري ضد المغرب على خط أنابيب الغاز

الرباط تقلل من شأن قرار تبون عدم تجديد عقد استغلال الخط بسبب تأثيره الضئيل على أداء النظام الكهربائي وفي ظل اتخاذ إجراءات مسبقة.
الاثنين 2021/11/01
المغرب يدرس خيارات مستدامة لتدفق الغاز

الجزائر – قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الأحد عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب، وذلك في تصعيد جديد ضد الرباط التي قللت من قيمة القرار، معتبرة أنه سيكون له تأثير ضئيل على أداء نظام الكهرباء في المملكة.

وكان العقد مبرما بين شركة سوناطراك الجزائرية والديوان المغربي للكهرباء والماء. ونتيجة عدم تجديد العقد، ستقتصر إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا على أنبوب الغاز البحري ميدغاز الذي وضع في الخدمة عام 2011.

وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية "أمر رئيس الجمهورية الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد" الذي ينتهي في الحادي والثلاثين من أكتوبر منتصف الليل.

ولم تخف الجزائر، أكبر مورد غاز طبيعي لإسبانيا، في الأسابيع الأخيرة نيتها عدم تمديد عقد استخدام خط أنابيب غاز المغرب العربي - أوروبا.

ورد المغرب على القرار الجزائري في بيان مساء الأحد، حيث أفاد المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب بأنه "لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني".

وأضاف البيان "نظرا لطبيعة جوار المغرب، وتحسّبا لهذا القرار، فقد تمّ اتّخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمراريّة إمداد البلاد بالكهرباء"، من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وأشار البيان إلى أنّه يتمّ حاليا درس "خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسّط والطويل".

وكانت وزيرة التحول البيئي الإسبانية المسؤولة عن الطاقة تيريسا ريبيرا ووزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، أعلنا الأربعاء أنه سيتم ضمان إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز ميدغاز ومجمعات تحويل الغاز الطبيعي المسال.

وتزود الجزائر منذ العام 1996 حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا لإسبانيا والبرتغال عبر خط أنابيب المغرب العربي - أوروبا.

وفي مقابل عبور خط أنابيب الغاز عبر أراضيها، تحصل الرباط سنويا على نحو مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ويحصل المغرب على نصفها في شكل حقوق طريق مدفوعة عينيا، والنصف الآخر يشتريه بثمن تفاضلي، وفق خبراء.

وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في نهاية أغسطس، بسبب ما زعمت أنه "أعمال عدائية" من جانب المملكة، وهو قرار اعتبرته الرباط "غير مبرر تماما".

واندلعت الأزمة الدبلوماسية بعيد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية. والجزائر تدعم جبهة البوليساريو الصحراوية.

وبحسب خبير مغربي مطلع على الملف، فإن الغاز الجزائري كان يزود محطتين للطاقة الحرارية في تهدارت (شمال) وعين بني مطهر (شرق) بما يصل إلى نحو 700 مليون متر مكعب في السنة.

وقال هذا الخبير في قطاع الطاقة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن تأثير ذلك على الاستهلاك المحلي سيكون "هامشيا"، موضحا أنه "حتى لو أغلقت محطتا تهدارت وعين بني مطهر، فلن يكون لذلك تأثير".