سباق أم فسحة.. فرسان في صحراء وادي رم الأردنية

مئة فارس من مختلف دول العالم تعبر الرمال الحمراء المتلألئة لـ“وادي القمر”.
الاثنين 2021/11/01
جمال بترا يُغوي المتسابقين

التقى فرسان من جنسيات مختلفة في سباق يشبه كثيرا الفسحة السياحية في صحراء وادي رم جنوب الأردن، حيث اكتشف الزائرون سحر وادي القمر الذي لا تستطيع الصور توثيقه لتبدل جمال الصور بتبدل أوقات النهار.

صحراء وادي رم (الأردن) - عبر الرمال الحمراء المتلألئة لوادي رم، اجتاز أكثر من مئة فارس جاؤوا من مختلف دول العالم هذه الصحراء التي تعرف أيضا باسم “وادي القمر” لتشابه تضاريسها بسطح القمر كجزء من سباق ملحمي لمسافات طويلة.

وقطع متسابقو “غالوبس” مسافة 200 كيلومتر على مدى خمسة أيام في صحراء وادي رم (320 كلم جنوب العاصمة الأردنية عمان) وانتهى السباق  في مدينة البتراء الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي، والتي كانت عاصمة للأنباط في فترة ما قبل الميلاد واختيرت عام 2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.

واحتل فريق “كوازان”، وهو فريق فرنسي للهواة يتألف من خمس طبيبات، المركز الثاني بفوزه على فريق “الخيالة السلطانية” القادم من سلطنة عمان والمكون من خمسة رجال الذي احتل المركز الثالث.

وفاز بالسباق فريق فرنسي آخر هو “بلو غالا” المكون من ثلاث سيدات ورجلين.

وسبق أن تم تنظيم السباق الذي وصفه المنظمون بأنه “سباق القدرة والتحمل” عبر “التضاريس الصحراوية المتناثرة والأودية والجبال” في الهند والمغرب وسلطنة عمان.

وقالت عارضة الأزياء وملكة جمال فرنسا لعام 2015 كاميل سيرف (27 عاما)، “إنها تجربة رائعة تسمح لنا باكتشاف بلد جديد”.

ويقول المنظمون إن السباق لا يعتمد فقط على مهارات المتسابقين في ركوب الخيل، ولكن أيضًا “قدرتهم على التحمل، وروح التضامن لديهم، فضلاً عن انضباطهم الذاتي”.

ومن بين المشاركين إيملين بارمينتييه، البلجيكية البالغة من العمر 26 عامًا، والتي فقدت ساقيها من فوق الركبة في حادث سيارة في عام 2019، وشاركت باستخدام سرج مجهز بشكل خاص.

وقالت بارمينتييه “بعد الحادث، قلت لنفسي: حسنًا، لا يمكنني المشي بعد الآن، وإذا لم أمش فلن أكتشف أشياء جديدة، الآن ركوب الخيل بالنسبة إليّ أشبه بالمشي مرة أخرى”.

ومن بين المشاركين الآخرين الأميرة جليلة بنت الأمير علي بن الحسين (الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني).

وشارك في السباق 133 فارسا من 16 دولة من بينها فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا والدنمارك والولايات المتحدة واليابان والأرجنتين وأندونيسيا وسلطنة عمان والأردن.

وأكد منظم السباق بديع كبير “هذا أكبر تجمع للفرسان في العالم، لدينا 133 فارسا من 16 دولة”.

وفي هذه الكثبان الرملية الرائعة والتكوينات الصخرية المذهلة لوادي رم تم تصوير الممثل البريطاني بيتر أوتول وهو يركب حصانه في الفيلم الملحمي “لورانس العرب” عام 1962.

وتقول بارمنتييه إن المناظر الطبيعية التي مرت بها كانت “مذهلة”.

وانتهى السباق أمام بوابة الخزانة الشهيرة المنحوتة في الصخر في مدينة البتراء الأثرية، حيث تم تصوير مشاهد من فيلم هوليوود الشهير “إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة” عام 1989 من بطولة الممثل الأميركي هاريسون فورد.

وتضيف بارمنتييه “أعتقد أن كل الصور التي يمكننا التقاطها لن تصف أبدًا ربع ما نراه هنا”.

وتأثر قطاع السياحة في المملكة بسبب جائحة كورونا وما تلاها من إغلاقات، وكان وادي رم أحد أبرز المواقع السياحية المتأثرة بهذا التراجع.

وقال الدليل السياحي محمد سليم (21 عاما) الذي كان يتابع السباق بفضول وحماسة شديدة “أنا سعيد جدا، بصراحة كل الناس هنا سعداء، هنا مكان عملنا أبا عن جد والجائحة أثرت فينا كثيرا وفقدنا مصدر رزقنا حيث اختفى السياح”.

وأضاف “آمل أن تتحسن الأمور وأن تجذب مثل هذه السباقات أنظار السياح لهذا المكان الساحر وتعيدهم إلينا من جديد لأننا تعبنا من الجلوس ونريد أن نعود إلى أعمالنا ونجوب هذه الصحراء مع السياح من جديد”.

وتشتهر صحراء وادي رم بكثبانها الرملية الحمراء وصخورها الغرانيت السوداء وجبالها وأخاديدها الصخرية الوعرة التي طالما جذبت هواة التخييم والتسلق وسباقات الخيل والسيارات والمناطيد والبالونات.

وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة الأردنية بالإضافة إلى مدينة البتراء الوردية والبحر الميت، الذي يعتبر أخفض منطقة على سطح الأرض.

20