البرهان: التفاوض مع حمدوك لتشكيل الحكومة الجديدة

قائد الجيش السوداني يؤكد أن القوات العسكرية لن تتدخل في اختيار الوزراء بل سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتم التوافق عليه.
الجمعة 2021/10/29
تجديد العهد بالمضي قدما بالثورة حتى مبتغاها

الخرطوم ـ أعلن قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان أن عبدالله حمدوك هو أول المرشحين لمنصب رئيس الوزراء المرتقب رغم تحفظه، مؤكدا أن الجيش يتفاوض معه لتشكيل الحكومة الجديدة التي أشار إلى أنها ستبصر النور خلال أسبوع.

ووفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة طلبت عدم الإفصاح عن هويتها الجمعة، فإن البرهان يرى أن مشاركة حمدوك أساسية من أجل بناء مصداقية دولية للإدارة الجديدة.

وتجري المشاورات في السودان لاختيار رئيس الوزراء، فيما أكد البرهان أنه لن يتدخل في اختيار الوزراء "ولكن سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتم التوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني، ولن نتدخل في من يختاره".

وبخصوص اختيار رئيس الوزراء الجديد، قال البرهان "نحن سنختار رئيس الوزراء الذي سينتمي إلى التكنوقراط"، مضيفا "رئيس الوزراء السابق تم اختياره بواسطة التوافق بين القوى السياسية والعسكرية والآن القوى السياسية غير موجودة، ولدينا مسؤولية وطنية والتزام بأن نقود ونساعد في المرحلة الانتقالية حتى قيام الانتخابات".

وتعهد البرهان بحسب بيان التلفزيون الحكومي، بإكمال هياكل السلطة الانتقالية والتحول الديمقراطي في أقرب وقت ممكن، "حتى تتحقق قيم العدالة والحرية والسلام"، معتبرا أن "دماء الشهداء والجرحى هي التي جعلتنا نعمل على تصحيح مسار الثورة".

وجدد البرهان، وفق البيان، "العهد بالمضي قدما بالثورة حتى مبتغاها وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة وانتقال ديمقراطي مدني كامل يكفل للشعب السوداني العيش بكرامة".

ويشهد السودان منذ الاثنين احتجاجات وتظاهرات رفضا لما يعتبره المحتجون "انقلابا عسكريا"، فيما تتصاعد الضغوط الدولية على المجلس العسكري الجديد للعودة إلى المسار الديمقراطي.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده تقف إلى جانب المتظاهرين مثلها مثل الدول الأخرى.

وقال في بيان "رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان قوية وواضحة: يجب السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي وإعادة الحكومة الانتقالية ذات القيادة المدنية".

وأضاف بايدن الذي جمدت حكومته المساعدات للسودان "الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية تمثل انتكاسة خطيرة، لكن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان وكفاحه السلمي".

وقال شهود إن الآلاف من الأشخاص خرجوا إلى الشوارع لمعارضة استيلاء الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على السلطة، وإن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والمطاطي ضد المحتجين في منطقة بحري، الواقعة على الجهة المقابلة من النهر للعاصمة الخرطوم مع اتساع نطاق الاحتجاجات الليلية.

Thumbnail

وقالت لجنة أطباء تتابع أعمال العنف إن "شهيدا" توفي في تلك الاشتباكات، في حين أصيب اثنان آخران وحالتهما حرجة. وذكر مصدر طبي في وقت سابق أن شابا يبلغ من العمر 22 عاما توفي متأثرا بجراحه. وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى خلال أربعة أيام من الاحتجاجات إلى 11 على الأقل.

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى جانب قوى أجنبية أخرى إلى التحلي بضبط النفس والحوار والإفراج عن المعتقلين.

ووضع الانقلاب العسكري حدا لفترة انتقالية هشة كان الهدف منها أن تنتقل بالسودان إلى انتخابات في 2023.

وكانت السلطة مقسمة بين المدنيين والعسكريين في أعقاب سقوط عمر البشير، الذي أطاح به الجيش بعد انتفاضة شعبية قبل عامين.

وتحدى مسؤولون في بعض الوزارات والهيئات الحكومية المجلس العسكري الجديد رافضين التنحي أو تسليم مهامهم.

وأعلنت هذه الهيئات الإضراب العام منضمة إلى نقابات في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطيران، رغم أنها قالت إنها ستواصل توفير الطحين (الدقيق) وغاز الطهي والرعاية الطبية للحالات الطارئة.

وظلت السوق الرئيسية والبنوك ومحطات الوقود في الخرطوم مغلقة  الخميس، بينما كانت المستشفيات تقدم خدمات الطوارئ فقط. وفتحت متاجر صغيرة أبوابها لكن طوابير طويلة تشكلت للحصول على الخبز.

وعرض الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس تسهيل إجراء حوار بين البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

ويشهد السودان أزمة اقتصادية عميقة بلغ فيها التضخم مستويات قياسية وشهدت نقصا في السلع الأساسية. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت بعض علامات التحسن التي ساهمت فيها مساعدات قال كبار المانحين الغربيين إنها ستتوقف ما لم يتم العدول عن الانقلاب.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السكان يعيشون في فقر، وبلغ معدل سوء التغذية بين الأطفال 38 في المئة، ونظام الرعاية الصحية في البلاد في حالة انهيار.