الجيش اللبناني ينهي التحقيق في أحداث الطيونة

بيروت - أعلن الجيش اللبناني في موقعه على الإنترنت الاثنين أن مديرية المخابرات انتهت من التحقيقات في أحداث العنف التي شهدتها بيروت، وأحالت ملف المقبوض عليهم إلى النيابة العامة العسكرية.
وفي وقت سابق، طلبت المخابرات العسكرية من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تقديم شهادته حول أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي في بيروت.
وحسب مصدر مقرب من جعجع، قال إن رئيس حزب القوات لم يكن موجودا عند إرسال الطلب المكتوب، لذلك تم تعليقه على باب منزله.
وفي أول رد على طلب الاستدعاء، ردت النائبة ستريدا جعجع عبر صفحتها بتويتر بأن "ما يشهده حزب القوات اللبنانية في الآونة الأخيرة من هجوم ضار ليس محض صدفة أبدا وليس وليد لحظته، وإنما هو مرحلة جديدة من مراحل محاولة حصار واحتواء من قبل أعداء مشروع الوطن الحر".
ورأت في بيان أنهم "حاولوا بشتى الطرق النيل من القوّات اللبنانيّة، ولم يتوانوا عن استعمال أي وسيلة كانت، من محاولة محاصرتها سياسيا، إلى محاولة اغتيال رئيسها سمير جعجع في عام 2012، إلى محاولة شيطنة صورتها زورا وكذبا وبهتانا، وصولا إلى يومنا هذا عن طريق بعض المراجع القضائيّة".
ونفى سمير جعجع الأسبوع الماضي في تصريحات محلية امتلاك جماعته أي مقاتلين، رافضا اتهامات زعيم جماعة حزب الله حسن نصرالله له بتشكيل قوة مسلحة في البلاد.
وأعرب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي السبت عن دعمه لحزب "القوات اللبنانية" الذي اتهمه حزب الله بافتعال أحداث الطيونة، مشددا على رفضه الاستدعاءات القضائية من جانب واحد.
ومثلت تصريحات رأس الكنيسة المارونية في لبنان دعما مباشرا لحزب القوات المسيحي ضد حزب الله المدعوم من إيران.
وقدّم مواطنون لبنانيون الاثنين شكوى قضائية ضد أمين عام جماعة حزب الله حسن نصرالله، على خلفية أحداث "الطيونة الدامية".
وقال المحامي إيلي محفوض، المقرب من حزب القوات اللبنانية، في تصريح للصحافيين من أمام قصر العدل في بيروت، إن "14 لبنانيا من منطقة عين الرمانة، قدموا شكوى إلى النيابة العامة ضد حسن نصرالله".
وأوضح محفوض أن العديد من أهالي المنطقة (ذات أغلبية مسيحية) تضرروا بسبب تدمير ممتلكاتهم خلال الأحداث، وهناك عدة صور لأشخاص مسلحين تابعين لجماعة "حزب الله" شاركوا في الاشتباكات الدامية.
وأضاف "الشكوى ضد الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصرالله، تطالب السلطات بالتحقيق معه لكشف ما إذا كان مشاركا أم محرضا أم فاعلا للأحداث".
وفي الرابع عشر من أكتوبر الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة في شارع الطيونة الواقع بين منطقتي الشياح (ذات أغلبية شيعية) وعين الرمانة ـ بدارو (ذات أغلبية مسيحية) في بيروت، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين.
وبدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لجماعة حزب الله وحركة أمل، للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار.
وادعت المحكمة العسكرية على 68 شخصا بأحداث الطيونة، بينهم 18 موقوفا بتهمة القتل ومحاولة القتل وإثارة الفتنة الطائفية، حسب ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان الاثنين.
وشملت الاتهامات التي أصدرها القاضي عقيقي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، "التحريض وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة والتخريب في ممتلكات عامة وخاصة". وأحيلت القضية إلى قاضي تحقيقات.
وكان سبعة من أنصار جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحليفتها حركة أمل قد قتلوا في الطيونة يوم الرابع عشر من أكتوبر.
واتهم حزب الله وحركة أمل وتيار المردة المسيحي بيطار بتسييس التحقيق، بعد أن سعى لاستجواب وزراء سابقين على صلة بحركة أمل وبتيار المردة.