اجتماع أميركي - أوروبي للتعامل مع مماطلة إيران في الاتفاق النووي

باريس - يجتمع المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني مع دبلوماسيين بريطانيين وفرنسيين وألمان في باريس الجمعة، لمناقشة الجهود المتعثّرة لحمل إيران على معاودة الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015، مع استغلال طهران للوقت في تطوير برنامجها النووي.
وقال أحد المصادر الدبلوماسية الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه يأمل في أن يوفر الاجتماع بعض الوضوح بشأن الطريقة التي قد تتصرف بها القوى العالمية في الأسابيع المقبلة إذا واصلت إيران “كسب الوقت” وتأخير العودة إلى فيينا. وقد أفاد مسؤولون أميركيون بأن الوقت ينفد لإحياء الاتفاق.
وصرحت إيران مرارا على مدى أسابيع بأنها ستعود إلى المحادثات “قريبا”، لكنها لم تعلن بعد عن موعد لاستئنافها في فيينا بشأن إحياء الاتفاق الذي فرضت بموجبه قيودا على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ويقول محللون إن هناك سببا يدعو إيران إلى عدم تحديد موعد وهو كسب المزيد من الوقت للوصول إلى تخصيب يورانيوم بنسبة 90 في المئة، من أجل الوصول إلى قدرة تمكّن طهران في أي وقت من استئناف برنامجها النووي وصنع قنبلة نووية.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض عقوبات أميركية صارمة على طهران. وبعدها بعام تقريبا، بدأت إيران انتهاك بعض قيود الاتفاق على تخصيب اليورانيوم.
إدارة الرئيس بايدن ترى أن التفاوض مع إيران هو أفضل طريقة لحل المشكلات المتعلقة ببرنامج طهران النووي
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن إيران تستغل الوقت لتعزيز قدراتها النووية، مشيرا إلى استخدامها لأجهزة حديثة.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع نظيريه الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، في وقت سابق من أكتوبر الحالي، “إيران تستغل الوقت في تعزيز قدراتها النووية وباتت تستخدم أجهزة طرد مركزي حديثة”.
وأضاف أنه “حتى الآن لم نر من إيران ما يوحي بأنها عازمة على العودة للامتثال بالاتفاق النووي، وذلك رغم توضيحنا بأننا مستعدون للعودة للامتثال الكامل بالاتفاق إذا ما فعلت إيران”.
وأشار إلى أن “الخيارات الأخرى مطروحة للنقاش حال فشلت الدبلوماسية والجميع يفهم ما نعنيه بذلك”، مضيفا “إذا كان لدى إيران موقف واقعي بإمكاننا التوصل إلى اتفاق”.
وبدأت في أبريل الماضي في فيينا محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي ترمي إلى عودة الولايات المتّحدة إلى هذا الاتفاق مقابل تخفيضها الإجراءات العقابية التي فرضتها على إيران، لكنّ هذه المفاوضات ما لبثت أن علّقت في العشرين من يونيو بعد يومين من فوز الرئيس الإيراني المحافظ المتشدّد إبراهيم رئيسي.
وقد رفضت الولايات المتّحدة مطالب إيران بالإفراج عن 10 مليارات دولار إثباتا لحسن النية، للعودة إلى المحادثات.
وتطالب إسرائيل الولايات المتحدة وحلفاءها بالتخلي عن المفاوضات مع إيران لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني، وتفعيل نظام العقوبات على طهران، لكن إدارة الرئيس بايدن، ترى أن التفاوض مع إيران هو أفضل طريقة لحل المشكلات المتعلقة ببرنامج طهران النووي.