هجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة تضم أميركيين جنوب سوريا

دمشق - استهدف هجوم بطائرات مسيّرة مفخّخة ليل الأربعاء قاعدة التنف العسكرية الواقعة في جنوب سوريا قرب الحدود مع العراق والأردن والتي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد مسؤولون أميركيون أن هجوما استهدف قاعدة التنف العسكرية جنوبي سوريا الأربعاء، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات في صفوف القوات الأميركية.
وقال المسؤولون الذين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، إنه من السابق لأوانه تحديد المسؤول عن الهجوم، فيما قال أحدهم إنه يعتقد أنه هجوم بطائرة دون طيار.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقرّه في بريطانيا قد أفاد في بيان "دوّت انفجارات في قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي مساء اليوم (الأربعاء) نتيجة قصف من طائرات مسيّرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل القاعدة".
وأشار المرصد إلى أنّه "لا يُعلم ما إذا كان الهجوم يقف خلفه تنظيم الدولة الإسلامية أو الميليشيات الإيرانية" التي تقاتل دعما للنظام السوري، مشيرا إلى "عدم ورود معلومات عن خسائر بشرية".
وأضاف المرصد أن "قوات التحالف الدولي وعناصر جيش المغاوير انتشروا في محيط قاعدة التنف، تزامنا مع وصول معلومات عن استهداف مقر التنف بطائرات مسيّرة، فيما أفرغ الفصيل المسلح المقر من الآليات لنقلها إلى نقاط أخرى تم تجهيزها مع نقاط طبية متنقلة".
ولم تعلن القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أو وزارة الدفاع الأميركية عن الجهة المسؤولة عن الهجوم، لكنها أكدت أنها تحتفظ "بحق الدفاع عن النفس وحق الرد في الزمان والمكان اللذين تختارهما".
وتقع القاعدة قرب الحدود الشرقية لسوريا مع الأردن والعراق، كما تقع على طول طريق حيوي يمتد من طهران مرورا ببغداد إلى دمشق ثم لبنان، وهو طريق تسعى إيران إلى السيطرة عليه منذ فترة طويلة.
وأقيم موقع التنف عندما سيطر مقاتلو تنظيم داعش على شرق سوريا على الحدود مع العراق، لكن منذ طرد المسلحين بات يعد ضمن الاستراتيجية الأميركية الأوسع لاحتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.
والتنف هو الموقع الوحيد الذي به وجود أميركي كبير في سوريا خارج الشمال الذي يسيطر عليه الأكراد.
ورغم أهميتها الاستراتيجية، للقاعدة تكاليف أيضا، وبحسب تقرير من معهد بروكينز يعود إلى العام الماضي، كلفت القاعدة جزءا صغيرا من الميزانية المخصصة لقوة التدريب والتجهيز لمكافحة داعش البالغة 200 مليون دولار.
وبحسب بروكينز، يتطلب تأمين القاعدة عددا من القوات التي يجب أن تكون قادرة على حماية نفسها بردود فعل قوية وسريعة ودعم مدفعي مباشر وإمكانات طبية عالية، بالإضافة إلى الجهود الاستخباراتية الرفيعة لكشف التهديدات.
وفي حين أن الهجمات ليست شائعة على القوات الأميركية في الموقع، فقد دأبت قوات تساندها إيران على مهاجمة القوات الأميركية بطائرات مسيّرة وصواريخ في شرق سوريا وفي العراق.