ميليشيات موالية لإيران تتظاهر احتجاجا على نتائج الانتخابات العراقية

بغداد – بعد أسبوع على الانتخابات البرلمانية العراقية، رفضت الفصائل والميليشيات المدعومة من إيران نتائج الانتخابات، بعد أن فشلت في تحقيق نتائج كبيرة.
ونظم موالون لهذه الأحزاب احتجاجات في بعض المدن العراقية للمطالبة بإعادة عمليات العد والفرز اليدوي.
ويتجه التحالف الشيعي الممثل للحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران، نحو تسجيل خسارة مدوية في الانتخابات التشريعية مع فقدانه ثلث عدد نوابه، ما يؤشر على تخلّي ناخبيه عنه.
فبعد ما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع 48 مقعدا، حاز تحالف الفتح، الحليف القوي لطهران، على 15 مقعدا فقط في الانتخابات، بحسب النتائج الأولية.
وندّد قياديون في التحالف بـ"تزوير" في العملية الانتخابية، وتوعدوا بالطعن فيها، فيما لم يحدد موعد إعلان النتائج الرسمية النهائية التي يتوقع أن تنشر خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، بعد انتهاء المفوضية العليا للانتخابات من النظر في الطعون المقدمة.
واكتظت شوارع بمحافظات البصرة وكربلاء وواسط وديالى وكركوك وصلاح الدين ومحيط المنطقة الخضراء الحكومية في بغداد بالمحتجين، وقد حملوا أعلام العراق ولافتات كتبوا عليها عبارات تنديد بـ"عمليات التزوير" وتطالب بـ"العد والفرز اليدوي".
وبحسب شهود عيان، شهدت بعض ساحات الاحتجاج نصب خيام للاعتصام المفتوح حتى تتحقق مطالب المتظاهرين .
وتأتي هذه التظاهرة بعد تجمعات متفرقة أخرى شهدتها الأيام الماضية في أرجاء مختلفة من العراق، وشارك فيها المئات وتخللها قطع طرقات احتجاجا على النتائج، بعد دعوات من فصائل موالية لإيران.
وقال زعيم عصائب أهل الحق، أحد فصائل الحشد الشعبي، قيس الخزعلي في بيان الاثنين "فليتظاهر وليعتصم من يشعر بأن حقه قد غبن وسلب... دون مساس بالمصالح العامة والخاصة"، فيما رآه مراقبون تخفيضا للنبرة.

واتهمت أحزاب شيعية السبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأنها "لم تصحّح انتهاكاتها الجسيمة" التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات، وقالت إنها أفشلت العملية الانتخابية.
وأكدت الفصائل الشيعية المنضوية تحت اسم "الإطار التنسيقي"، في بيان صحافي، رفضها الكامل للنتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، وحمّلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق المسؤولية الكاملة عن فشل الاستحقاق الانتخابي وسوء إدارته، مما سينعكس سلبا على المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي.
كما ادعت أن تلاعب الأيادي الأجنبية بنتائج الانتخابات جاء بإشراف حكومي، مؤكدة "حق الاحتجاج" من قبل الرافضين لهذه النتائج.
ويضم الإطار التنسيقي تسعة كيانات شيعية بزعامة كل من عمار الحكيم ونوري المالكي وهادي العامري وحيدر العبادي وقيس الخزعلي وفالح الفياض وهمام حمودي وأحمد الأسدي وعبدالحسين الموسوي.
ويرى مراقبون أن الخسارة التي سجلها الحشد الشعبي بحسب النتائج الأولية، تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكوّنة للحشد الشعبي، الذي يضم نحو 160 ألف مقاتل.
وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية أنها لم تتسلم من الكيانات الرافضة لنتائج الانتخابات أي طعون أو شكاوى تستدعي إعادة العد والفرز يدويا للمحطات الانتخابية.
وبحسب النتائج الأولية للانتخابات، فقد تصدر التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بأكثر من 70 مقعدا في البرلمان، وأصبح القوة السياسية الأولى في البرلمان العراقي، فيما حصلت كتلة "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي (سني) على 38 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ34 مقعدا.
وشارك أكثر من 9 ملايين شخص، أي ما يعادل 43 في المئة من الناخبين المؤهلين، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.