فيلتمان إلى الخرطوم مع اشتداد الأزمة بين جناحي السلطة الانتقالية

الخرطوم - يستعد المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان لزيارة الخرطوم هذا الأسبوع، في ظلّ ما وصفه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بـ"أسوأ وأخطر" أزمة في انتقال السودان إلى الديمقراطية، وفق ما أكد مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس" الأميركي.
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لفيلتمان في غضون ثلاثة أسابيع، للتأكيد على "أهمية الالتزام بالانتقال الديمقراطي"، لكن وزارة الخارجية الأميركية رفضت التعليق على هذا الخبر.
وتأتي زيارة فيلتمان المرتقبة في وقت دعت فيه قوى سياسية إلى تظاهرات الخميس المقبل لنقل السلطة إلى المدنيين، بالتزامن مع اعتصام مفتوح انطلق السبت في الخرطوم، يطالب بحل الحكومة الانتقالية وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية فيها.
وذكر تحالف "الإجماع الوطني"، أحد قوى الائتلاف الحاكم في السودان، الاثنين أنّ "الجماهير ستخرج في الحادي والعشرين من أكتوبر لتؤكد حماية الانتقال الديمقراطي وضرورة نقل السلطة إلى المدنيين"، كما دعا "تجمع المهنيين السودانيين" الذي قاد الحراك الاحتجاجي ضد نظام عمر البشير في بيان، إلى الخروج في مواكب يوم الحادي والعشرين من أكتوبر للمطالبة بالحكم المدني.
وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء ياسر عرمان أنّ "الحادي والعشرين من أكتوبر يمثل يوما من ثورة ديسمبر التي انطلقت ضد الرئيس المعزول عمر البشير، ويعيد للثورة ذروتها".
ودعا عرمان في بيان نشره عبر صفحته بفيسبوك إلى بناء جيش واحد، وقال "ليكن الجيش واحدا ومهنيا لا شريك له ولا منافس له".
ويعيش السودان على وقع أزمة سياسية حادة، بعد تصاعد الخلافات بين شقي عملية الانتقال السياسي، المدني والعسكري.
ومنذ الإطاحة بنظام عمر البشير في 2019، يتقاسم الجيش السوداني السلطة مع المدنيين بقيادة ائتلاف قوى الحرية والتغيير، الذي أطلق شرارة الانتفاضة على البشير في ديسمبر 2018.
وتأتي هذه الخلافات لتزيد تعقيد المشهد السياسي في السودان، الذي شهد أخيرا محاولة انقلابية وأول هجوم منسوب لتنظيم داعش منذ إسقاط البشير، فضلا عن اعتصامات تشل جزءا من صادراته ووارداته في منطقة بورتسودان في الشرق.
إلى ذلك، أعلن مجلس الوزراء السوداني مساء الاثنين تشكيل "خلية أزمة" من جميع الأطراف لمعالجة الأوضاع الحالية بالبلاد.
وقال حمدوك إن "توقف الحوار خلال الفترة الماضية بين مكونات الشراكة أمر يشكل خطورة على مستقبل البلاد"، مستدركا "لذلك يجب أن يتغير، وأن يتم التوافق على حلول للقضايا الآنية وبقية مطلوبات الانتقال".
وعن أزمة شرق السودان التي فاقمت من الأوضاع الاقتصادية، قال حمدوك "نسعى حثيثا ونلتزم بإيجاد حلول عادلة تحفظ مصالح مواطنينا"، مشيرا إلى وجود اتصالات جارية مع قيادات الاحتجاجات في شرق البلاد.
ومنذ السابع عشر من سبتمبر الماضي، يغلق "المجلس الأعلى لنظارات البجا" كل الموانئ على البحر الأحمر والطريق الرئيسي بين الخرطوم وبورتسودان، شرقي البلاد، احتجاجا على ما يقول إنه تهميش تنموي تعاني منه المناطق الشرقية، فضلا عن المطالبة بحكومة تتشكل من "كفاءات مستقلة".