ميركل: بوسع أوروبا مواجهة نفوذ الصين إذا تحدثت بصوت واحد

الرئيس الصيني يثني على "المحادثات المعمّقة" مع المستشارة الألمانية في مختلف فترات حكمها.
الجمعة 2021/10/15
ملك إسبانيا يمنح ميركل جائزة تشارلز الخامس الأوروبية

برلين - قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس إن أوروبا لا يمكنها التعامل مع تزايد نفوذ الصين إلا إذا تحدثت بصوت واحد ودعت إلى المزيد من توحيد المواقف في القارة الأوروبية.

وقالت ميركل في إسبانيا بعد حصولها على جائزة كارلوس الخامس “كيفية تعاملنا مع صعود الصين كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية… يعتمد بدرجة كبيرة على مدى تحدث أوروبا بصوت واحد”، وأضافت “أوروبا قوية بقدر اتحادها”.

وقالت إنه “منذ أن تم إيلاء المصالح الوطنية قصيرة الأمد أولوية على المشاريع والمؤسسات القضائية الأوروبية المشتركة، بدأت الأمور تسوء”.

وكانت العلاقات الصينية – الألمانية جيدة عموما خلال السنوات الست عشرة الماضية، على عكس العلاقات التي شهدت توتراً بين بكين والدول الأوروبية الأخرى، كما هو الحال مع فرنسا والمملكة المتحدة والسويد أو ليتوانيا أخيرا.

وأشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء بالمستشارة الألمانية التي ستغادر السلطة قريبا، معتبراً أنها “صديقة قديمة” للصين، وفق ما نقله التلفزيون الحكومي.

وجاء تصريح شي خلال مقابلة من بكين مع المستشارة عبر تقنية الفيديو، وهي من الوسائل المفضلة لدى الزعيم الصيني الذي لم يغادر بلاده منذ ظهور الوباء لأسباب تتعلق بالسلامة.

ويأتي هذا الاتصال فيما يطالب الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الاستقلالية إزاء الولايات المتحدة، ولكن في جو من انعدام الثقة بالصين أيضاً مع استمرار الخلافات لاسيما على صعيد التجارة وتايوان وحقوق الإنسان.

ولطالما عملت ميركل، التي تحكم ألمانيا منذ نهاية 2005، من أجل التقارب مع بكين بسبب الدور الدبلوماسي والاقتصادي الأساسي للعملاق الآسيوي وأهمية السوق الصينية للصناعة الألمانية.

وأثنى شي جينبينغ على “المحادثات المعمّقة” مع المستشارة الألمانية في مختلف فترات حكمها، والتي سمحت “بالتطوير المنتظم والمتين للعلاقات الثنائية”، وفقا لتقرير التلفزيون الصيني.

وقال الرئيس الصيني الذي ارتسمت على محياه ابتسامة واسعة خلال المقابلة التي نقلتها شاشات عملاقة “نحن لا ننسى أبداً أصدقاءنا القدامى. أبواب الصين ستبقى دائما مشرعة لكم”.

Thumbnail

وأشار شي جينبينغ إلى أن الاتصالات الناجحة مع ألمانيا “تثبت أن العلاقات بين الدول يمكن أن تجنب انتصار طرف على آخر”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة التي غالباً ما تتهمها الخارجية الصينية بتفضيل مصالحها دون مراعاة مصالح الآخرين.

وعادة ما تنتقد بكين الانسحاب من أفغانستان وفسخ أستراليا عقد شراء غواصات فرنسية، وهو انتقاد موجه إلى واشنطن ويجد صدى لدى قادة الدول الأوروبية.

وفي الختام توجه شي جينبينغ إلى ميركل قائلاً “آمل أن يحافظ الاتحاد الأوروبي على استقلاليته” إزاء الولايات المتحدة و”أن يحمي مصالحه بالفعل”.

ومنذ  اندلاع أزمة الغواصات يسعى قادة الاتحاد الأوروبي لتوحيد صفّهم في مواجهة واشنطن وبكين، القوتين العظميين المتنافستين.

ولطالما توجّس الاتحاد الأوروبي من التحركات الصينية في القارة العجوز على الرغم من أنها تحركات اقتصادية بالأساس؛ إذ يرى قادة التكتل أن بكين تعول على الجانب الاقتصادي -خاصة في الدول المتعثرة على غرار اليونان وإيطاليا- لتحقيق أهداف سياسية، وهو ما دفع باريس وبرلين إلى العمل على تشكيل جبهة موحدة لمواجهة أجندات بكين في القارة.

وتحسبا لتغلغل صيني في أوروبا أعد قادة الاتحاد الأوروبي في عام 2019 خطة من عشر نقاط أشارت إلى أن الصين منافس بقدر ما هي شريك تجاري.

5