"سرايا القدس" تجر غزة إلى حرب جديدة وسط جهود إعادة الإعمار

تحركات متسارعة تدخل القطاع في حرب جديدة وتصطدم بمحاولة حركة حماس التوصّل إلى تفاهمات بشأن التهدئة في غزة وإفساح المجال لإعادة الإعمار.
الجمعة 2021/10/15
حالة نفير دون حساب للنتائج

غزة - أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الخميس حالة النفير العام وأنها على أتمّ الاستعداد ورهن الإشارة، بعد تصريح زعيمها بأنه مستعد لمحاربة إسرائيل من أجل مساندة أسرى حركته في السجون.

وقالت السرايا وفقا لما نقلته وكالة “معا” الفلسطينية “تلقينا في سرايا القدس تصريحا للأمين العام القائد زياد النخالة حول ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال بمسؤولية عالية، وعليه نعلن النفير العام".

وذكر النخالة في تصريح صحافي أن "حركة الجهاد لن تترك أبناءها في السجون الصهيونية ضحايا بين أيدي العدو، وعليه سنقف معهم ونساندهم بكل ما نملك، حتى لو استدعى ذلك أن نذهب للحرب من أجلهم". وأضاف "لن يمنعنا عن ذلك (الحرب) أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى".

ومن شأن هذه التحركات أن تدخل قطاع غزة في حرب جديدة، وتصطدم بمحاولة حركة حماس التوصّل -بوساطة مصرية- إلى تفاهمات بشأن التهدئة في القطاع وإفساح المجال لإعادة الإعمار.

زياد النخالة: لن يمنعنا من الذهاب إلى الحرب أي اتفاق أو أي اعتبار آخر

وتلقى جهاز المخابرات المصرية من حركة حماس تعهدات “قوية وجادة” لدعم التحرك في عدة ملفات على رأسها صفقة التبادل وتثبيت التهدئة في قطاع غزة، حسب ما أكده مصدر مصري رفيع المستوى.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي بأن وفد غزة المتواجد في القاهرة اتفق مع المسؤولين المصريين على جملة من القضايا الخاصة بعملية إعادة إعمار قطاع غزة ، ومن أبرزها البدء بالتحضير لإنشاء المدينة السكنية الأولى غرب حي العطاطرة في بيت لاهيا.

وقال رئيس اللجنة الحكومية لإعمار غزة ناجي سرحان إن الطرفين اتفقا أيضا على تشغيل أكبر قدر من شركات المقاولات المحلية، وإدخال كافة المواد اللازمة للإعمار من معبر رفح البري، وذلك لضمان تشغيل المصانع المحلية وتقديم تسهيلات لتنقل المقاولين ورجال الأعمال عبر معبر رفح.

لكن التصعيد والنفير الذي أعلنت عنه سرايا القدس يجهضان جميع هذه الجهود، ورغم أن حركة حماس لم تعلق حتى الآن على الإعلان إلا أن الأنظار تتجه إليها، والسؤال المطروح: ماذا سيكون موقفها؟ لاسيما أنها قامت في سبتمبر الماضي باعتقال عناصر من سرايا القدس كانوا في طريقهم لإطلاق صواريخ ردًا على إعادة اعتقال إسرائيل الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع، والذين ينتمي أغلبهم إلى حركة الجهاد.

ورأى محللون أن اعتقال عناصر من حركة الجهاد على يد حماس يبرهن على حالة التوتر بين حركة حماس وإيران ، بسبب رغبة الحركة في العودة إلى الدور العربي رغم التفاهم والعلاقة الوطيدة بين الجهاد وإيران، بالإضافة إلى أن حماس تريد أن تؤكد للعالم أنها لا تزال اللاعب الرئيسي في قطاع غزة والمسيطر على مفاصل الأمور داخل القطاع.

وكانت مصر قد رعت في الحادي والعشرين من مايو الماضي اتفاقا للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة على رأسها حماس وبين إسرائيل أنهى جولة توتر دامت 11 يوما.

وتزامنا مع زيارة وفد حماس تواجد ممثلون عن القطاع الخاص الفلسطيني في القاهرة والتقوا مسؤولين مصريين ونظراءهم في القطاع الخاص المصري لبحث عدة قضايا اقتصادية بين الجانبين.

وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مايو الماضي عن دعم مصري عاجل بمبلغ 500 مليون دولار لصالح الإعمار في غزة، بمشاركة وتنفيذ شركات مصرية متخصصة.

2