إيقاف إعلامي تونسي بعد التحريض على رئيس الجمهورية وتهديده

عامر عياد الذي يقدم برنامجا في "قناة الزيتونة" المحسوبة على النهضة توعّد الرئيس قيس سعيد بعاصفة لا تبقي ولا تذر.
الاثنين 2021/10/04
انتقادات تصل حد الشتائم في المنابر الإسلامية

تونس – يتزايد مستوى التحريض والهجوم في المنصات الإعلامية التابعة للنهضة ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، وصلت حدّ الشتائم والإساءة العلنية.

وأوقفت الشرطة التونسية إعلاميا ونائبا معارضا للرئيس قيس سعيد الأحد بتهمة التآمر على أمن الدولة، بعد توجيه شتائم مبطنة للرئيس قيس سعيد في برنامج تلفزيوني.

وأفاد المحامي والنائب السابق في البرلمان سمير بن عمر بأن الإعلامي عامر عياد الذي يعمل مقدما لبرنامج تلفزيوني في “قناة الزيتونة” أوقف بأمر من القضاء العسكري. وأوضح بن عمر في تدوينة عبر حسابه في فيسبوك، أن سبب الإيقاف ما جاء في برنامجه “حصاد 24”.

وتعرف القناة القريبة من الإسلام السياسي بانتقاداتها للتدابير الاستثنائية وتجميد الرئيس للبرلمان وتعليقه معظم مواد الدستور ومن ثم توليه أغلب السلطات تمهيدا لإصلاحات سياسية لنظام الحكم والقانون الانتخابي.

وقال مقدم البرنامج عياد موجها كلامه للرئيس في برنامجه “ليس لك سوى نهايات ثلاث، نهاية أخيك هتلر الذي اختار الانتحار على العار أو نهاية مشرفة تستقيل فيها احترما وإنقاذا لدولتك أو سترى قريبا عاصفة لا تبقي ولا تذر تجتاح قصرك ولك الاختيار”.

واستشهد عياد بعد ذلك بأبيات من قصيدة للشاعر العراقي أحمد مطر يصف فيها الحاكم المستبد بـ”ابن الزنا”. وأوقفت الشرطة أيضا النائب المجمد عبداللطيف العلوي عن “ائتلاف الكرامة” المحسوب على اليمين الديني أحد أشد منتقدي الرئيس سعيد.

وكان العلوي ضيف قناة الزيتونة حيث هاجم كلاهما رئيس الجمهورية ووصفهُ عامر عياد “شقيق هتلر” و”يختبئ تحت تنورة امرأة لإنقاذ انقلابه”.

بدوره، قال العلوي خلال الحلقة “نحن نقول بشجاعة هذا انقلاب ونعارضه ونتمسك بالشرعية”. وتابع “نجلاء بودن تقدم كقربان لتبييض الانقلاب هذه إهانة للمرأة”.

وأكدت مصادر أن الاعتقال تم بأمر من قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية. وبحسب العناصر الأولى للقضية، فإن الجريمة ترتقي إلى مستوى التحريض العلني ضد رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وكلّف سعيّد الأربعاء الأستاذة الجامعية المتخصصة في الجيولوجيا وغير المعروفة في الأوساط السياسية نجلاء بودن بتشكيل حكومة جديدة.

وفي الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي أوقف القضاء العسكري النائب في البرلمان المعلقة أعماله سيف الدين مخلوف رئيس “ائتلاف الكرامة” المعروف بانتقاده الشديد للرئيس سعيّد، واتُهم “بالتطاول على أحد القضاة العسكريين وما يمثل ذلك من تهديد صارخ للقضاة العسكريين”.

ويروج أعضاء حركة النهضة والمحسوبين عليهم في المنابر الإعلامية التابعة لهم ومواقع التواصل الاجتماعي لما يسمونه “الثورة المضادة”. ويستهدفون به كل من لا يدور في فلكهم ولا تتناسب رؤاه مع نظرياتهم في الحكم، في وقت تقول فيه شريحة واسعة من التونسيين أن مصطلح “ثورة مضادة” ينطبق على حقيقة تسلق الإخوان الثورات وسرقتها وإفشالها.

كما تعرض الرئيس التونسي لهجوم إعلامي حادّ، من قبل إعلاميين في قناة الجزيرة، وكتاب عرفوا بالدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين بسبب مواقفه التي يصفها التونسيون بالوطنية التي لا تفيد حركة النهضة الإسلامية.

وتصاعدت الحملة في اليومين الماضيين بعد إعلان سعيد تكليف بودن بتشكيل حكومة جديدة، والتي أشاد بها الكثير من المتابعين من سياسيين ومواطنين في تونس وخارجها.

وتعهد الرئيس سعيد بأنه سيحافظ على الحقوق والحريات الواردة في الدستور لكن منظمات حقوقية ومن بينها نقابة الصحافيين وجهت انتقادات بسبب التضييقات التي طالت عمل الصحافيين.

18