اتصال نادر بين العاهل الأردني وبشار الأسد

الملك عبدالله الثاني يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد تناولا خلاله العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بينهما.
الأحد 2021/10/03
أول اتصال هاتفي منذ اندلاع النزاع في سوريا

عمان - تلقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد هو الأول منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وجاء في بيان للديوان الملكي الأحد أن "الملك عبدالله الثاني تلقى الأحد اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد، تناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بينهما".

وأكد العاهل الأردني خلال الاتصال دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها.

ويعتبر الأردن من الدول العربية القليلة التي أبقت على علاقاتها مع سوريا بعد اندلاع النزاع، غير أن الاتصالات كانت محدودة.

ويعد هذا أول اتصال معلن بين العاهل الأردني والرئيس السوري، حيث تأثرت علاقات عمان مع دمشق، كما هو الحال بالنسبة إلى معظم دول المنطقة، بعد الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا وأدت إلى تشريد أكثر من نصف سكانها، إذ نزح الملايين منهم خارج البلاد، وتم تهجير الملايين أيضا في الداخل.

وشهدت العلاقات بين البلدين تحسنا في الفترة الأخيرة، وتمت ترجمتها من خلال الإعلان عن زيارات قام بها مسؤولون سوريون إلى العاصمة الأردنية عمان، أجروا خلالها مباحثات مع نظرائهم الأردنيين.

وأعلنت السلطات الأردنية الأربعاء الماضي إعادة فتح معبر جابر - نصيب الحدودي مع سوريا، أمام المسافرين وحركة الشحن، بعد حوالي شهرين على إغلاقه، بسبب معارك جرت في جنوب سوريا بين القوات الحكومية وفصائل معارضة.

ومركز حدود جابر يستقبل يوميا بين 90 و110 معاملات شحن، بحسب مدير مركز حدود جابر العقيد مؤيد الزعبي، فيما يبلغ عدد المسافرين بين 600 و700 بين قادم ومغادر يوميا.

وتعد الحدود مع سوريا شريانا مهما لاقتصاد الأردن، إذ تصدّر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا، وتستورد بضائع من سوريا ومن تلك الدول أيضا.

وبلغ التبادل التجاري العام 2020 بين الأردن وسوريا نحو 108.7 مليون دولار، وفقا لأرقام رسمية أردنية.

وأفادت وسائل إعلام أردنية الثلاثاء الماضي عن لقاء جمع رئيس الوزراء بشر الخصاونة، في مكتبه بدار رئاسة الوزراء في العاصمة عمان، مع وفد وزاري سوري رفيع.

وقالت المصادر حينها، إن بشر الخصاونة أكد خلال اللقاء الذي حضره عدد من الوزراء الأردنيين المعنيين، أهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الأردن وسوريا في العديد من المجالات، وخاصة في مجال النقل والتجارة البينية والمياه والزراعة والطاقة.

وفي التاسع عشر من سبتمبر الماضي أجرى وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب أول زيارة للعاصمة الأردنية عمان منذ 2011، والتقى خلالها قائد الجيش الأردني يوسف الحنيطي ومسؤولين آخرين، تلا ذلك بعد أربعة أيام لقاء وزيري خارجية البلدين الأردني أيمن الصفدي والسوري فيصل المقداد في نيويورك.

ويرى مراقبون أن انفتاح الأردن على دمشق جاء نتيجة لتغيير الولايات المتحدة استراتيجياتها في المنطقة، بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وكذلك تبعات سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (2017 - 2021)، الذي تبنى شعار "أميركا أولا"، واتجاه واشنطن حاليا لمواجهة تهديدات صينية مفترضة، والتركيز على إبقاء عمليات الأمم المتحدة للمساعدة عبر الحدود مفتوحة في أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة قوات النظام.