عناكب افتراضية لعلاج اضطرابات الخوف المرضي

لندن - يطارد الشعور بالخوف المرضي، أو ما يعرف باضطراب الرهاب، كثيرا من الناس. وتعدّ العناكب مثيرا شائعا لهذا الاضطراب، لكنّ كثيرين يرون في التعرّض للمثير عاملَ تخويف أو مضيعة للوقت.
وكشفت التقنيات الحديثة عن مقدرة على مساعدة البشر في التغلب على مخاوفهم عبر “التعرّض الافتراضي الآمن” لمثيرات تلك المخاوف.
وطوّر باحثون في جامعة بازل السويسرية تطبيقا ذكيا قادرا على مساعدة المصابين باضطراب الرهاب في التغلب على مخاوفهم.
ويطلق على التطبيق اسم “فوبيز”، وهو يعتمد على تقنية الواقع المعزَّز، في جلب عنكبوت افتراضي إلى شاشة مستخدم التطبيق.
ويتخذ العلاج مسار لعبة يتنقل عبرها مستخدم التطبيق بين تحديات متدرجة، تبدأ مثلا بمجرد مشاهدة عنكبوت، ثم الاقتراب منه، ثم تمرير اليد من تحته.
ونشرت دورية أنكسايتي ديسأوردرز بحثا تجريبيا للتطبيق الذكي، شمل عينة من 33 شخصا يعانون اضطرابات الرهاب وقد عكفوا على استخدام تطبيق فوبيز في المنزل ست مرات مدة كل منها تصل إلى 30 دقيقة على مدى أكثر من أسبوعين.
وقارن الباحثون بين ما تطورت إليه مشاعر الخوف لدى هذه العينة وعينة أخرى بنفس العدد (33 شخصا) تعاني أيضا اضطراب الرهاب من العناكب ولكنها لم تستخدم التطبيق.
وبعد التجربة، طُلب من العينتين الاقتراب من عنكبوت حقيقي موضوع داخل صندوق من الزجاج الشفاف. ولم تظهر على مستخدمي التطبيق مشاعر خوف أو اشمئزاز بنفس الدرجة التي ظهرت على من لم يستخدمه.
وتقول آنيا زيمر رئيسة فريق البحث “إن مواجهة عناكب افتراضية أسهل على من يعانون رهاب العناكب”.
وتقول زيمر لـ”بي.بي.سي” “لقد كنت أعاني رهاب العناكب قبل عامين اثنين”، ومن ثم فإن مشاركتها في البحث ذات دافع شخصي.
وتضيف “نحاول دعم التطبيق الذكي بما لدينا من معرفة عن العلاج، بحيث يصبح محاكيا للعلاج الحقيقي لمرضى رهاب العناكب”.
وتزداد صعوبة اللعبة في مراحلها المتقدمة. ويطرح التطبيق أسئلة على مستخدميه حول مخاوفهم واشمئزازهم، وإذا ما شعر هؤلاء بتراجع الشعور لديهم بالخوف والاشمئزاز فإنهم ينتقلون إلى مستويات أعلى من التطبيق والتي تتطلب بدورها مهاما مختلفة.
ويقول الباحثون إن الذين يعانون درجات طفيفة من رهاب العناكب يمكن أن يستخدموا التطبيق بأنفسهم في المنزل، أما أولئك الذين يعانون اضطرابا حادا فيُنصحون باستخدام التطبيق تحت إشراف أخصائي.