مالي تتهم فرنسا بالتخلي عنها وتتطلع إلى دور روسي

وزير الخارجية الروسي يؤكد أن باماكو طلبت من شركة عسكرية روسية خاصة مساعدتها في القتال ضد الجهاديين.
الأحد 2021/09/26
رحيل يقلق الماليين

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - اتّهم رئيس وزراء مالي شوغل كوكالا مايغا السبت فرنسا بأنها "تخلّت" عن بلاده "في منتصف الطريق" بقرارها سحب قوة برخان، ملمحا إلى أن بلاده تسعى للحصول على مساعدة عسكرية أخرى لسد الفراغ الذي سينجم عن الانسحاب، في وقت أكدت موسكو أن باماكو طلبت من شركة عسكرية روسية خاصة مساعدتها في القتال ضد الجهاديين.

وتحدّث رئيس الوزراء المالي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن "قلة تشاور"، مبديا أسفه للإعلان "الأحادي" الصادر من دون تنسيق ثلاثي مع الأمم المتحدة والحكومة المالية.

واعتبر كوكالا مايغا أن "الإعلان الأحادي عن انسحاب برخان وتحوّلها، لم يأخذ في الاعتبار الارتباط الثلاثي الذي يجمعنا"، في إشارة إلى الأمم المتحدة ومالي وفرنسا.

وتابع رئيس الوزراء "تأسف مالي لأن مبدأ التشاور الذي يجب أن يكون القاعدة بين الشركاء لم يُحترم" قبل اتخاذ القرار.

وقال كوكالا مايغا إن "عملية برخان الفرنسية تعلن فجأة انسحابها" مع تحوّلها إلى "تحالف دولي لم تُعرَف معالمه بعد".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في يونيو الماضي انتهاء "عملية برخان" في دول الساحل الأفريقي التي وصفها بـ"العملية الخارجية"، وتركيز الجهود على عمليات مكافحة الإرهاب ومؤازرة الجيوش المحلية في المعارك في إطار تحالف دولي يضم دولا أوروبية.

وبدأت فرنسا مطلع الشهر الجاري في إعادة الانتشار من قواعد في شمال مالي، ويأتي ذلك في إطار إعادة تشكيل قوة برخان التابعة لها والمؤلفة من 5 آلاف فرد، لتضم شركاء أوروبيين آخرين.

وقال كوكالا مايغا "الوضع الجديد الذي نشأ بسبب انتهاء (مهمة) برخان، والذي يضع مالي أمام أمر واقع ويُعرّضها لنوع من التخلّي في منتصف الطريق، يقودنا إلى استكشاف السبل والوسائل لكي نضمن على نحو أفضل الأمن مع شركاء آخرين".

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت أن مالي طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن في الدولة التي تشهد نزاعات، غير أنه شدد في المقابل على أن لا علاقة لموسكو بذلك.

وحذرت دول أوروبية الحكومة المالية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، من التعاقد مع عناصر مسلحين من مجموعة فاغنر المثيرة للجدل.

ولم تخف فرنسا انزعاجها مما يروّج عن اتفاق بين المجلس العسكري الحاكم في مالي ومجموعة فاغنر الروسية، وهي الخطوة التي تظهر، وفق مراقبين، أن روسيا توظف أدواتها غير المعلنة للدخول على خط منافسة النفوذ الفرنسي المتراجع في أفريقيا.

وحذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان نظيره الروسي من أي انخراط لمقاتلي مجموعة فاغنر الروسية في النزاع الذي تشهده مالي.

لكن مع تخفيض فرنسا وجودها العسكري في مالي، قال لافروف في مؤتمر صحافي متحدثا عن المجلس العسكري في مالي "إنهم يحاربون الإرهاب، بالمناسبة، وقد لجأوا إلى شركة عسكرية خاصة من روسيا في ظل أن فرنسا، كما أفهم، تريد تقليص وجودها العسكري هناك بشكل كبير".

وسيضيف دخول روسيا إلى مالي، ولو بشكل مقنّع، منافسا قويا لفرنسا التي دخلت السنوات الأخيرة في صراع مفتوح مع الولايات المتحدة حول مواقع النفوذ في أفريقيا.

وتراهن روسيا على الشركات الأمنية لتحقيق أهدافها، حيث تنتشر عناصر شركة فاغنر اليوم في أكثر من بلد أفريقي، وهي تنشط تحت عدة مسميات سواء كشركات لتعدين الذهب والماس أو كمدربين عسكريين أو كشركات متخصصة في الحرب السيبرانية.

وقالت مصادر لوكالة رويترز للأنباء إن المجلس العسكري في مالي يقترب من اتفاق لتجنيد متعاقدين عسكريين من مجموعة فاغنر الروسية الخاصة.

وتشير تقارير مختلفة إلى أن مرتزقة فاغنر يتمركزون حاليا في عشر دول أفريقية، هي السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وزيمبابوي وأنغولا ومدغشقر وغينيا وغينيا بيساو وموزمبيق وربما جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتعاني مالي موجة من أعمال العنف متعددة الأوجه والتي خلفت الآلاف من الضحايا معظمهم مدنيون، منذ اندلاع تمرد قاده انفصاليون وجهاديون شمال البلاد في 2012. وذلك بالرغم من تدخل قوات تابعة للأمم المتحدة وقوات فرنسية وأخرى من بلدان أفريقية.

وتفاقم العنف بسبب نزاعات محلية وأعمال نهب في وسط البلاد، حيث تسجل غالبية الاعتداءات في حق المدنيين، بحسب قسم حقوق الإنسان لدى بعثة الأمم المتحدة.