حمدوك يطلب الدعم الدولي وحميدتي يرفض "النفاق"

الخرطوم - قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن المرحلة الانتقالية لا تزال تواجه تحديات، فيما دافع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن الجيش واصفا الترويج لوقوف العسكريين وراء آخر محاولة انقلابية بأنه "نفاق".
وقال حمدوك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "السودان ورغم توديعه بدماء شهدائه عقودا من البطش والقمع والظلم، ورغم الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة الوجيزة بعد ثورته المجيدة (التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر البشير في أبريل 2019)، إلا أن عملية الانتقال ما زالت تواجه عددا من التحديات الجسام".
وأشار إلى أن تلك التحديات "تستوجب دعم المجتمع الدولي والأصدقاء لاستكمال خطط الحكومة الرامية إلى إصلاح الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد".
وتابع قائلا إن "في مقدمة ذلك إعفاء ديون السودان والحصول على قروض ميسرة، إلى جانب إيفاء الشركاء بتعهداتهم المعلنة خلال مؤتمر الشركاء في برلين في العام الماضي، ومؤتمر باريس لدعم السودان خلال هذا العام".
وخرج مؤتمر برلين في يونيو 2020 بتعهدات بتقديم مبلغ 1.8 مليار دولار لدعم الحكومة الانتقالية في السودان، لتحفيز اقتصاده المتراجع وتوفير نقد أجنبي لمنع تدهور أكبر في أسعار الصرف.
وفي مايو الماضي انعقد مؤتمر باريس تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لدعم التحول الديمقراطي بالسودان بمشاركة دولية لدعم الخرطوم اقتصاديا.
ويرزح السودان، الذي يواجه أزمة اقتصادية أثارت احتجاجات واسعة، تحت دين يتوقع أن يصل إلى 56 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري. كما يعاني من أزمات متجددة في المحروقات والخبز وتدهور مستمر في عملته الوطنية.
وإلى جانب هذه الأزمة الاقتصادية يمر السودان بأزمة سياسية بين المكونين العسكري والمدني للحكومة، حيث لا يزال التراشق مستمرا بينهما منذ الأسبوع الماضي على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال حميدتي إن "المحاولة الانقلابية حقيقية ومكتملة الأركان، والترويج لوقوف العسكريين وراء الانقلاب محاولة لاستعطاف الشعب السوداني والمجتمع الدولي".
وأضاف أن "الحديث عن دعمنا للسيولة (الانفلات) الأمنية لتسهيل الانقلاب نفاق، ونحن منحناهم القوة (المكون المدني بمجلس السيادة)، ولن نسكت عن الحق".
وتابع أن "محاولة الانقلاب كانت تستهدف العسكريين قبل أي جهة أخرى"، مضيفا "لن أجلس مع المدنيين بعد قولهم إننا خصمنا من رصيدهم السياسي، إلا بالوفاق".
ورأى أن على المجتمع الدولي أن يدعم الشعب السوداني وليس أي حزب أو جهة، مضيفا "لا نقبل تهديدنا بالمجتمع الدولي من أي طرف".
وتأتي تصريحات حميدتي ردا على اتهام محمد الفكي سليمان، وهو أحد أعضاء مجلس السيادة من المكون المدني، الجمعة المكون العسكري، شريك السلطة الانتقالية في البلاد، بمحاولة السيطرة على الأوضاع السياسية.
وقال الفكي خلال مقابلة مع تلفزيون السودان الرسمي "هناك محاولة من المكون العسكري لتعديل المعادلة السياسية، وهذا مخل بعملية الشراكة"، معتبرا أن ذلك "هو الانقلاب الحقيقي وهو انقلاب أبيض".
والثلاثاء أعلن وزير الدفاع ياسين إبراهيم إحباط محاولة انقلاب قادها اللواء ركن عبدالباقي الحسن عثمان بكراوي، ومعه 22 ضابطا آخرون برتب مختلفة وضباط صف وجنود.
واتهم مسؤولون شخصيات من النظام السابق بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة الثلاثاء، فيما انقسم السودانيون، عبر حساباتهم على مواقع التواصل، بين مصدق لما أعلنته السلطات بشأن المحاولة الانقلابية، ومشكك يتهم المكون العسكري بتدبيرها للانقلاب على السلطة الانتقالية.
والأربعاء قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، خلال حفل تخرّج قوات عسكرية غربي العاصمة الخرطوم، إن "القوى السياسية غير مهتمة بمشاكل المواطنين"، فيما اعتبر حميدتي في الحفل ذاته أن "السياسيين هم السبب في الانقلابات العسكرية".