ميقاتي ينتظر مساعدة "الأخ الأكبر" العربي لإنقاذ لبنان

رئيس الوزراء اللبناني يعتبر إدخال جماعة حزب الله شحنات الوقود الإيرانية انتهاكا لسيادة بلاده.
السبت 2021/09/18
عملية إدخال صهاريج الوقود الإيرانية تمت بمعزل عن الحكومة

بيروت - أكّد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن الحكومة اللبنانية الجديدة تنتظر "الأخ الأكبر" العربي لمساعدتها خلال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، معتبرا إدخال جماعة "حزب الله" صهاريج تحمل مواد نفطية إيرانية إلى البلاد عبر سوريا انتهاكا لسيادة لبنان. 

وقال ميقاتي لقناة "سي.أن.أن" الأميركية مساء الجمعة، في أول مقابلة له مع وسيلة إعلام دولية منذ تشكيل الحكومة "لبنان بلد صغير في العالم العربي، ونحن نبحث عن الأخ الأكبر من كل الدول العربية ليأتي ليأخذ بيدنا ويخرج لبنان من هذه الفوضى".

 وأضاف "لبنان مستقر سيفيد العالم العربي كله"، مشيرا إلى أن الدول العربية لم تتصل حتى الآن به منذ تشكيل حكومته الأسبوع الماضي، لكنه ما زال متفائلا بأنه سيحصل على "رد إيجابي".

وتعكس تصريحات ميقاتي أن الرجل يبحث عن دعم عربي وخاصة من المملكة العربية السعودية، التي يعرف جيدا أنها الجهة الأكثر قدرة على دعم لبنان ومساعدته في الخروج من أزماته، وهو ما فعلته في السابق.

لكن يبقى السؤال المطروح إن كان ميقاتي قادرا على إقناع السعودية بأنه ليس رئيس حكومة يتحكم فيها حزب الله من وراء الستار، وهل بمقدوره أن يتصرف بعيدا عن إملاءات الحزب وأمينه العام حسن نصرالله.

ويقول ميقاتي في نفس المقابلة بخصوص وجود حلفاء "حزب الله" في حكومته، إنه "غير مُجبر على القبول بوجود جماعة مسلحة وسياسية داخل حكومته"، لكنه استطرد بأن "حزب الله كحزب سياسي موجود في لبنان... لا يمكنني تجاوز هذا الحزب".

ويشارك في الحكومة اللبنانية الجديدة التي تتألف من 24 وزيرا، وزراء من أحزاب لبنانية عدة، منها "حزب الله" المتمثل بوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير الثقافة محمد وسام المرتضى.

أما عن الموقف الأميركي من الحكومة، فلفت ميقاتي إلى أنه تلقى مكالمات قليلة من أعضاء في الإدارة الأميركية وكانوا جميعا يدعمون حكومته، لكن بايدن لم يتصل به. 

 وبخصوص النفط الإيراني، أوضح أنه يشعر بالحزن بخصوص وصول النفط الإيراني إلى لبنان. وقال "بصراحة أنا حزين لأنه  انتهاك لسيادة لبنان". لكنه استدرك قائلا "ليس لدي خوف من عقوبات لأن العملية تمت بمعزل عن الحكومة اللبنانية".

والخميس وصلت أول شحنة من مادة "المازوت" الإيراني إلى مدينة بعلبك شرقي لبنان عبر سوريا، وسيتم توزيع قسم منها، وبيع قسم آخر وفق خطة وضعها "حزب الله".

ولفتت قناة "أل.بي.سي.أي" اللبنانية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إلى أن مجموعة ناقلات جديدة تحمل وقودا إيرانيا دخلت لبنان عبر منطقة الهرمل.

وتقع الهرمل في الطرف الشمالي من سهل البقاع وهي منطقة يسكنها بشكل رئيسي الشيعة الذين يستمد حزب الله دعمه منهم.

وفي 14 أغسطس الماضي فرضت الخزانة الأميركية عقوبات ضد كيانات وأشخاص قالت إنهم يساهمون في "تهريب النفط لصالح الحرس الثوري الإيراني".

وقالت الوزارة في بيان آنذاك، إن "مسؤولين كبارا في فيلق القدس يستخدمون العائدات من تورطهم في صادرات النفط الإيراني للمساعدة في تمويل أنشطة المجموعة المزعزعة لاستقرار المنطقة"، حسبما نقلت شبكة "سي.أن.أن" الأميركية.

وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران في أغسطس 2019، وأتبعتها بعقوبات نفطية في نوفمبر لنفس العام وذلك بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى في مايو 2018.

وبخصوص التحقيق في انفجار مرفأ بيروت قال "لن نسمح لأي عائق بالوقوف في وجه التحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، مع الأخذ بالاعتبار الأصول الدستورية والقانونية".

والجمعة، تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي عقب 13 شهرا من التعثر، إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس 2020 بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.

ومنذ نحو عامين، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تسببت بانهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعدم توفر النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.