استئناف المفاوضات بين مدريد والانفصاليين في إقليم كاتالونيا

خيار مدريد الوحيد يكمن في تصويت الكتالونيين على منح سلطات جديدة للمنطقة.
الخميس 2021/09/16
محاولات لطي صفحة الانفصال

برشلونة (إسبانيا) - استُؤنفت المفاوضات بين مدريد والانفصاليين الكتالونيين المنقسمين بشدة الأربعاء بعد توقفها لمدة عام ونصف، في محاولة لإيجاد حل للأزمة في هذه المنطقة التي تزعزعت في عام 2017 بسبب محاولة الانفصال.

والتقى رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على حدة مع الرئيس الانفصالي بيري أراغونيس في برشلونة، على أن ينضم وفداهما إلى المفاوضات لاحقاً.

ولم يلتق الطرفان إلا مرة واحدة قبل أن تعلّق المحادثات بسبب وباء كوفيد – 19.

لكن احتمال التوصل إلى اتفاق ضئيل، حيث تتعارض مواقف الحكومة الإسبانية مع حكومة الانفصالي بيري أراغونيس المعتدل.

وترفض مدريد المطلب الرئيسي للانفصاليين وهو الاتفاق على تنظيم استفتاء لتقرير المصير.

ويكمن الخيار الوحيد الممكن بالنسبة إلى مدريد في تصويت الكتالونيين على منح سلطات جديدة للمنطقة التي لديها بالفعل شرطة خاصة بها.

وتبدو أن المفاوضات ستكون طويلة جدا.

وأكد سانشيز أنه “من أجل تجنب أي خيبة لن نحدد مهلة، لأننا لن نحل خلال عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام كل ما جرى في غضون عشر سنوات”، في إشارة إلى تنامي نزعة الاستقلال منذ بداية 2010.

وفي أكتوبر 2017 أجرت سلطات إقليم كتالونيا برئاسة كارليس بوتشيمون آنذاك استفتاء على الاستقلال رغم حظره من قبل المحكمة الدستورية. وبعد بضعة أسابيع أعلن قادة الإقليم آنذاك الاستقلال ما تسبب بأسوأ أزمة شهدتها إسبانيا منذ انتهاء دكتاتورية فرانكو في عام 1975.

وردت مدريد بوضع المنطقة تحت الوصاية واعتقال القادة الانفصاليين الذين لم يفروا إلى الخارج مثل بوتشيمون.

وحُكم على تسعة منهم بالسجن لما بين تسعة و13 عاما في 2019، وأصدرت حكومة سانشيز عفوا عنهم في يونيو.

ومنذ انتخاب أراغونيس هدأ التوتر بين الجانبين، مما سمح باستئناف المفاوضات والاتفاق على مشروع توسيع مطار برشلونة.

وقد حصل حزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا بزعامة أراغونيس على بدء المفاوضات مقابل دعمه في مطلع عام 2020 لتجديد حكم سانشيز. وسيحتاج الاشتراكي إلى حزب الزعيم الانفصالي مجدداً في الأشهر القادمة لتمرير ميزانيته.

لكن الوضع تفاقم من جديد هذا الأسبوع عقب إعلان الحكومة المركزية تعليقها لمشروع توسيع مطار برشلونة المثير للجدل بسبب فقدان الثقة بالحكومة الإقليمية الانفصالية. ووصف أراغونيس هذا القرار بأنه “ابتزاز”.

وتشوب الحركة الانفصالية التي لا تزال في السلطة في كتالونيا منذ فشل محاولة الانفصال تباينات عميقة حول الاستراتيجية الواجب تبنيها.

5