الفوضى تجتاح الجماعات الجهادية بنيجيريا: إفراج عن مختطفين وهجمات جديدة

أبوجا - يعكس الهجوم الذي شنه مسلحون تابعون لجماعات جهادية في نيجيريا على قاعدة عسكرية تزامنا مع الإفراج عن العشرات من التلاميذ المخطوفين شمال البلاد الفوضى التي باتت تخيم على الجهاديين هناك.
ويرى مراقبون أنه إذا كانت الجماعات الجهادية تسعى لانفراج سياسي مع الحكومة النيجيرية بالإفراج عن التلاميذ الذين تم اختطافهم، فإنها بشن هجمات جديدة تقوض تلك الاستراتيجية ما يسلط الضوء على حالة الفوضى التي تعيشها تلك الجماعات.
كما تعرف الجماعات الجهادية في نيجيريا بدءا من بوكو حرام التي بدأت تمردها ضد الحكومة في 2009 انشقاقات وانقسامات داخلية ما يُكرس حالة من الارتباك داخلها تنعكس حتما على عملياتها، وفقا لهؤلاء المراقبين.
وأفرج مسلحون الاثنين عن العشرات من التلاميذ المختطفين منذ مطلع سبتمبر في محافظة زمفرا، شمال غرب نيجيريا، وفق ما ذكر مصدر حكومي محلي وشريط فيديو يُظهر مسؤولين مع الأطفال.
وجاء الإفراج عن تلاميذ مدرسة كايا بعد بدء عمليات عسكرية ضد الجهاديين وكذلك العصابات الإجرامية التي ضاعفت منذ شهور عمليات الخطف الجماعي لقاء فدية في شمال نيجيريا.
وتزامنا مع عملية الإفراج هذه، شن مسلحون هجوما جديدا استهدف قاعدة عسكرية قضى فيه 12 عنصر أمن.
واقتحم المسلحون قاعدة تقع في محافظة زمفرا شمال غرب البلاد حيث قام هؤلاء بسرقة أسلحة وأضرموا النيران في المباني.
وقُطعت الاتصالات في زمفرا وأجزاء من محافظة كاتسينا المجاورة لمنع المجموعات المسلّحة من التواصل مع بعضها البعض بشأن تحركات الجنود خلال العملية الأمنية.
الجماعات الجهادية في نيجيريا تشهد انشقاقات ما يُكرس حالة من الارتباك داخلها تنعكس على عملياتها وفقا لمراقبين
وقال مصدر أمني “اقتحم المهاجمون القاعدة حوالي الساعة العاشرة والنصف وانخرطوا في تبادل كثيف لإطلاق النار مع الجنود”.
وأضاف “أخضعوا الجنود وقتلوا 12 منهم… هم تسعة من قوات البحرية وجندي وشرطيان”.
وأكد مصدر أمني آخر سقوط الضحايا.
وتعد القاعدة في موتومجي، في منطقة دانساداو الواقعة على بعد 80 كلم عن عاصمة الولاية غوساو، موقعا رئيسيا للأنشطة اللوجستية والاستطلاعية التي يعتمد عليها الجيش في معركته ضد “قطاع الطرق” في المنطقة.
ويهاجم الجهاديون في شمال شرق نيجيريا قواعد الجيش بشكل متكرر في محافظة بورنو، التي كانت مركز تمرّد استمر 12 عاما وأودى بأربعين ألف شخص.
لكن هجمات العصابات الإجرامية المدججة بالسلاح والتي تقتحم قرى وتنفّذ عمليات خطف مقابل فدية ازدادت في المحافظات الواقعة في شمال غرب ووسط البلاد وسط حديث متصاعد بشأن تقارب بين عناصر هذه العصابات والجهاديين.
وفي يوليو أسقط مسلّحون ضمن عصابة طائرة تابعة لسلاح الجو فوق زمفرا أثناء عودتها من إتمام عملياتها. ونجا الطيار بنفسه وتمكن من تجنّب احتجازه من قبل المسلّحين.
كما هاجم مسلّحون أكاديمية الدفاع لقوات النخبة في شمال غرب محافظة كادونا الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل ضابطين وخطف آخر في هجوم طال أحد رموز القوات المسلّحة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تراجعت فيه جماعة بوكو حرام التي عادة ما تنسب إليها الحكومة النيجيرية أغلب الهجمات بعد مقتل زعيمها أبوبكر شكوي في وقت سابق.
وقامت الآلاف من العناصر من بوكو حرام بالاستسلام إلى الجيش النيجيري الذي يقول إن ذلك نتيجة لنجاح حملاته، لكنّ مراقبين يعزونه إلى التنافس مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) غرب أفريقيا التي عززت نفوذها بشكل كبير في نيجيريا.
وكان شكوي قد فجر نفسه في يونيو في خطوة لا تُحسب للجيش النيجيري حيث جاءت بعد قتال مع مجموعة تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية ولاية غرب أفريقيا.