أخنوش يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

حزب الاستقلال سيدرس العرض المقدم من رئيس الحكومة المكلف، فيما يبدي حزب الأصالة والمعاصرة إشارات إيجابية للمشاركة في الائتلاف الحكومي.
الاثنين 2021/09/13
فتح مشاورات مع أحزاب يتوافق معها في المستقبل

الرباط - انطلق رئيس الحكومة المكلف عزيز أخنوش الاثنين في إجراء مشاورات تشكيل الحكومة المغربية، مع عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ونزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال.

والجمعة عين العاهل المغربي الملك محمد السادس عزيز أخنوش رئيسا للحكومة، مكلفا بتشكيلها بعدما تصدر حزبه "التجمع الوطني للأحرار" نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأربعاء.

وعقب تكليفه كشف أخنوش أنه "سيقوم ابتداء من الآن بفتح مشاورات مع الأحزاب التي يمكن أن يتوافق معها في المستقبل، من أجل تشكيل أغلبية منسجمة ومتماسكة لها برامج متقاربة، لأن المواطنين ينتظرون منا الكثير"، معربا عن أمله في أن تضم هذه التشكيلة الحكومية "أعضاء في المستوى، ينفذون الاستراتيجيات الكبرى للملك محمد السادس والبرامج الحكومية".

وفي أعقاب مباحثات ثنائية بين الرجلين، قال بركة إن العرض الذي تقدم به رئيس الحكومة المكلف سيتم نقله للأجهزة التقريرية في الحزب، ولاسيما المجلس الوطني للحزب.

وأوضح بركة أن لقاءه مع أخنوش شكل فرصة "لنقاش حقيقي مبني أولا على الروح الوطنية وكذلك على الإرادة القوية، من أجل جعل هذه المحطة بالنسبة لبلادنا محطة للتجاوب مع انتظارات المواطنين والمواطنات، وكذلك لاسترجاع ثقتهم، ومحطة لبناء المستقبل انطلاقا من النموذج التنموي الجديد".

ومن المنتظر أن تتبنى جل الأحزاب الممثلة في البرلمان ميثاقا من أجل "نموذج تنموي جديد" يدشّن "مرحلة جديدة من المشاريع والإصلاحات" في أفق العام 2035، وفق ما أكد الملك محمد السادس في خطاب مؤخرا.

ويرسم هذا المشروع الخطوط العريضة لتحقيق نهوض اقتصادي وتقليص الفوارق الاجتماعية العميقة في المملكة، مع الطموح إلى تشجيع الاستثمار ورفع مستوى التعليم وجودة الخدمات الصحية.

وأشار بركة إلى أنه "ستكون هناك مشاورات مهمة مع رئيس الحكومة المكلف حول البرنامج الحكومي المقبل، من أجل إدراج العديد من الالتزامات" المتضمنة في البرامج الانتخابية للأحزاب التي ستشكل الأغلبية الحكومية.

ويسعى أخنوش إلى تشكيل ائتلاف حاكم يمكنه حشد أغلبية برلمانية مؤلفة من 198 مقعدا على الأقل.

وأعلن رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، السبت أن هذه المشاورات ستضم مختلف الأحزاب التي حصلت على مقاعد في البرلمان، قصد تكوين تحالف حزبي يشكل الحكومة المقبلة.

وفي وقت سابق، التقى أخنوش بعبداللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي أبدى إشارات إيجابية للمشاركة في الائتلاف الحكومي.

وقال وهبي في تصريحات لوسائل الإعلام الاثنين "تبادلنا بعض الأفكار حول إمكانية التحالف الحكومي".

وأضاف أن "حزبه تلقى إشارات جد إيجابية بخصوص التحالف، وسيعمل على استمرار هذا الحوار من أجل بناء تصور مشترك".

وكان المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أكد في بلاغ له الجمعة، أنه مستعد لخدمة الصالح العام من جميع المواقع وليست لديه خطوط حمراء.

وتواجه الحكومة الجديدة تحديات التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد - 19 التي سببت ركودا غير مسبوق، علما أن العاهل المغربي سبق أن أعلن صيف 2020 عن مشروع طموح للإنعاش الاقتصادي بقرابة 12 مليار دولار.

ويمنح الدستور الذي أقرّ في سياق تلك الاحتجاجات صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان، لكنّ العاهل المغربي يحتفظ بمركزية القرار في القضايا الاستراتيجية والمشاريع الكبرى التي لا تتغير بالضرورة بتغيّر الحكومات.

وأكدت النتائج الكاملة للانتخابات العامة التي شملت أيضا المجالس المحلية والجهوية ريادة حزب التجمع الوطني للمشهد السياسي في المغرب، حيث حصد الصدارة في الاستحقاقين بينما انهار حزب العدالة والتنمية في كليهما.

وحصل "التجمع الوطني للأحرار" على 102 مقاعد في الانتخابات التشريعية، فيما حافظ حزب الأصالة والمعاصرة على المرتبة الثانية بـ86 مقعدا.

 وحقق حزب الاستقلال (يمين وسط) تقدما في المقاعد التي حصل عليها، محتلا المرتبة الثالثة (81 مقعدا).

ومني حزب العدالة والتنمية الإسلامي بهزيمة قاسية في الانتخابات البرلمانية المغربية بعد عشرة أعوام قضاها في رئاسة الحكومة، حيث حل في المركز الثامن، مسجلا تراجعا كبيرا بحصوله على 13 مقعدا فقط، وذلك من أصل 395 مقعدا تشكل العدد الإجمالي لمقاعد البرلمان.

وبعد الهزيمة المدوية في الانتخابات، أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في المغرب الخميس تقديم أعضائها استقالاتهم بشكل جماعي، وفي مقدمتهم الأمين العام سعدالدين العثماني، كما دعت إلى انعقاد مؤتمر استثنائي.

واعتبرت الأمانة العامة للحزب في بيان عقب اجتماعها الاستثنائي، أن النتائج المعلنة "غير مفهومة وغير منطقية، ولا تعكس حقيقة الخارطة السياسية في بلادنا، ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي".

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 50.35 في المئة وفق ما أعلن وزير الداخلية، علما أنها المرة الأولى في تاريخ المغرب التي دعي فيها نحو 18 مليون ناخب لانتخابات برلمانية ومحلية وجهوية في نفس اليوم.