قناة سودانية توقف البث متعللة بالمناخ السياسي والاقتصادي

وزير الإعلام فيصل محمد صالح: ضرورة صياغة قوانين جديدة تنظم عمل الصحافة.
الجمعة 2021/09/10
قناة "أم درمان" توقف بثها

الخرطوم - أعلنت إدارة قناة “أم درمان” عن إيقاف البث الفضائي، بسبب ما أسمته “المناخ السياسي والاقتصادي والإعلامي في البلاد الذي لا يسمح بالعمل الإعلامي”، فيما أبقت بثها عبر المنصات الرقمية للقناة.

وذكرت مصادر لـ”العرب” أن القناة التي يمتلكها الإعلامي حسين خوجلي، وهو أحد أبرز الإعلاميين المنتمين إلى التيار الإسلامي في السودان، فقدت مصداقيتها وجمهورها منذ موقفها المناوئ للاحتجاجات ضد حكومة الرئيس السابق عمر حسن البشير، وخرج  خوجلي عبر قناته مرات عديدة ليقلل من حجم الحراك، ووصف المحتجين بأنهم “يمثلون 2 في المئة فقط من جموع الشعب السوداني مقابل 98 في المئة هم أصحاب التيار الإسلامي العريض”.

وقالت القناة في بيان لها عن أسباب التوقف إنها “ظلت تعاني منذ ثلاث سنوات من مقاطعة رسمية في مجال الإعلان والرعاية وخدمات الإنتاج من خصوم يجيدون الحديث عن الحريات جهرا ويغتالونها سرا”، وذلك رغم أن الكثير من الأصوات الشعبية في السودان نادت بوقف وسائل الإعلام الإخوانية التي لعبت دورا في تشويه الحراك وبررت الانتهاكات ضد المحتجين والناشطين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقرر فيها القناة التوقف، إذ أعلن مالكها عن توقف البث نهاية مارس عام 2020، وقال خوجلي إن إيقاف بث القناة يرجع إلى أسباب مالية، وأوضح “أصبحنا عاجزين عن الإيفاء بفاتورة البث عبر الأقمار الاصطناعية  الدولارية الباهظة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الدولار، وعاجزين أيضا عن الإيفاء بالتزامات الإنفاق اليومي المتكاثف لفاتورة الإنتاج ورواتب العاملين والضرائب والعوائد وصيانة الأجهزة وخدمات الإنترنت”.

قناة "أم درمان" فقدت مصداقيتها وجمهورها منذ موقفها المناوئ للاحتجاجات ضد الرئيس السابق عمر حسن البشير

وتدهور قطاع الإعلام في السودان بشكل كبير، مما دفع سبع صحف يومية إلى التوقف عن الصدور، وفاقم ذلك من ظاهرة هجرة الصحافيين نحو وظائف أخرى.

وإضافة إلى التراجع الكبير في حجم الإعلان الحكومي والتجاري خلال السنوات الثلاث الماضية، أشار تقرير صادر عن المجلس القومي للصحافة إلى انخفاض واضح في توزيع نحو 31 صحيفة يومية وأسبوعية.

وذكرت تقديرات غير رسمية أن معدل التوزيع الحالي يتراوح بين 35 و40 ألف نسخة يوميا، وهو معدل منخفض جدا مقارنة بعدد سكان السودان البالغ نحو 39 مليون نسمة.

وأكد وزير الإعلام والثقافة في الحكومة السودانية الجديدة فيصل محمد صالح، العمل على إلغاء وتعديل القوانين كافة المقيدة لحرية الصحافة في البلاد.

وأضاف أن الإعلام يجب أن يجد مساحة من الحرية حتى يمارس المهام الملقاة على عاتقه على أحسن وجه خلال الفترة المقبلة.

 وشدد على ضرورة صياغة قوانين جديدة تنظم عمل الصحافة، وتسهم في إعطاء مساحة أكبر للإعلام.

18