ألمانيا تعزز دورها في ليبيا بإعادة فتح سفارتها

الدبيبة يلتقي وزير الخارجية الألماني في طرابلس لمناقشة التعاون بين البلدين.
الجمعة 2021/09/10
مساع ألمانية حثيثة لإيجاد حل للأزمة الليبية

طرابلس - أعلنت ألمانيا إعادة فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس وعودة العمل بها بعد توقف دام سبع سنوات، في خطوة تهدف إلى تعزيز دورها في ليبيا بعد احتضانها مؤتمريْ برلين لبحث الأزمة بين الفرقاء الليبيين.

والتقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الخميس، في مقر ديوان مجلس الوزراء بالعاصمة الليبية طرابلس، وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس لمناقشة التعاون بين البلدين.

وقال ماس “نعمق اليوم بإعادة فتح هذه السفارة مساعينا لمساعدة الليبيات والليبيين على بناء مستقبل أفضل”، وأكد أن هذه الخطوة تمثل أوجه تقدم مثيرة للإعجاب” قام بها البلد منذ عام مضى.

وأعرب وزير الخارجية الاتحادي عن أمله في أن يكون هناك فصل جديد في العلاقات الألمانية – الليبية.

وأوضح أن اللقاء تناول آخر التطورات السياسية في ليبيا وإمكانية المضي قدما نحو الانتخابات المزمع عقدها نهاية العام والتحديات التي تواجهها.

وكان الدبلوماسيون الألمان غادروا ليبيا عام 2014 بسبب عدم الاستقرار في البلاد وتصاعد وتيرة العنف، وعملوا من تونس، وأغلقوا أبواب السفارة.

وتسعى ألمانيا لتعزيز دورها في حلحلة الأزمة الليبية والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار بالبلاد قبل موعد الانتخابات.

هايكو ماس: إعادة فتح السفارة ستسهم في بناء مستقبل أفضل مع ليبيا

وخلال العامين الماضيين لعبت ألمانيا دورا كبيرا في مساعي حل الأزمة الليبية، واستضافت مؤتمرين دوليين بعنوان “برلين 1″ و”برلين 2” لتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع.

وهدفت محادثات برلين 2 في يونيو الماضي إلى بحث سبل استقرار ليبيا ومناقشة التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد بما يفسح المجال أمام إتمام العملية السياسية.

واتبعت ألمانيا سياسة دبلوماسية بالأساس دون تدخل، حيث لم تنخرط في الصراع بين الفرقاء الليبيين، كما لم تدعم عسكريا أي طرف على عكس بقية القوى الأوروبية التقليدية، وتحديدا فرنسا وإيطاليا.

وتسبب اتفاق لوقف إطلاق النار خلال أكتوبر الماضي بجنيف في انبثاق مجلس رئاسي وحكومة موحدة، والاستعداد لإجراء انتخابات عامة في البلاد نهاية العام الجاري.

ودعا هايكو ماس إلى سحب أي مرتزقة أجانب من ليبيا، قائلا في تصريحات صحافية “عملية سحب القوات الأجنبية لا تسير بالسرعة التي كنا نتمناها”.

وتابع أنه “يعتزم التشاور مرة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الجاري مع جميع الأطراف من أجل زيادة الضغط لتحقيق هذا التطور”، في إشارة إلى سحب المرتزقة.

وأضاف وزير الخارجية الألماني أن الهدف يتمثل في أن يغادر المقاتلون الأجانب البلاد بحلول موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من  ديسمبر المقبل.

وفي وقت سابق الخميس وصل وزير الخارجية الألماني إلى طرابلس في زيارة مفاجئة عنوانها دعم المرحلة الانتقالية، بالتزامن مع إعادة فتح سفارة بلاده في طرابلس، بعد إغلاق دام نحو ثماني سنوات.

وسيعقد ماس خلال زيارته إلى ليبيا لقاءات مع ممثلي المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة وممثلي اللجنة الوطنية للانتخابات.

ومنذ إعلان البعثة الأممية إلى ليبيا في الخامس من فبراير الماضي، وتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، عاد ملف المرتزقة الأجانب في ليبيا إلى واجهة الأحداث، وسط مطالبات دولية بسحب تلك العناصر من ليبيا واحترام خارطة الطريق الأممية التي ستقود البلاد إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر القادم.

وتعهدت الولايات المتحدة وقوى أخرى باستخدام نفوذها الدبلوماسي لدعم رحيل فوري للمرتزقة من البلد الذي يعاني من ويلات التدخل الأجنبي، لكنّ تركيا التي تنشر الآلاف من المرتزقة في الأراضي الليبية لم تتحرك بشكل إيجابي في هذا الملف.

4