إسرائيل تعتقل عددا من أقارب السجناء الفلسطينيين الفارين

استدعاء مسؤولين إسرائيليين كبار في سجن جلبوع للتحقيق في هروب الأسرى.
الأربعاء 2021/09/08
حملة دهم في جنين

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية فجر الأربعاء خمسة على الأقل من أقارب الأسرى الفلسطينيين الستة الفارين وبدأت باستجوابهم، وذلك خلال عمليات دهم وتفتيش في بلدتي عرابة ويعبد، تزامنا مع استدعاء كبار المسؤولين في سجن جلبوع للتحقيق معهم.

وقالت الناطقة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة إن الجيش الإسرائيلي استدعى أقارب للمعتقلين الفارين، موضحة أن بعضهم ما زالوا موقوفين بينما أطلق سراح آخرين بعد استجوابهم، من دون أن تحدّد عددهم.

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان أن الاعتقالات شملت يعقوب انفيعات، والد المعتقل الفار مناضل انفيعات، ورداد وشداد عارضة، شقيقي محمود عارضة، وباسم عارضة، شقيق محمد عارضة، والدكتور نضال عارضة أحد أقرباء عائلة عارضة الذي تمت "مصادرة كاميرات تسجيل من منزله" في بلدة عرابة في قضاء جنين.

وأكد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الضفة الغربية منذ 1967، حصول التوقيفات، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية، بسبب قرار منع النشر في القضية الذي صدر عن السلطات الإسرائيلية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أنه تقرر استدعاء كبار المسؤولين الإسرائيليين في سجن جلبوع الذي فر منه السجناء، لتقديم إفادات خلال الأيام القادمة في وحدة التحقيقات.

ويأتي ذلك في أعقاب استجواب 14 سجانا في ذات القضية، حيث تشتبه الدوائر الأمنية الإسرائيلية بتواطؤ سجانين في عملية الهروب.

وكانت تحقيقات أولية قام بها سجن جلبوع قد كشفت أن النفق الذي فر منه الأسرى الستة، قد بدأوا حفره قبل عام. ويتضح أيضا أن عددا محددا من السجناء الفلسطينيين كانوا على علم بالخطة.

وبحسب التقرير في موقع "والا" فإن الستة ساروا على أقدامهم مسافة ثلاثة كيلومترات، حتى وصولهم إلى مركبة كانت تنتظرهم، والتي نقلتهم من المكان.

وترجح الشرطة الإسرائيلية بناء على مسحها للمنطقة أن الفارين ذهبوا باتجاه مدينة بيسان، وحتى أنهم توقفوا خلال الهروب للتدخين، ومن هناك اختفت آثارهم.

وبعد عمليات التفتيش والمسح في محيط جنين، الجلبوع والحدود الأردنية، قدر الجيش الإسرائيلي أن يكون اثنان من الفارين قد انتقلوا إلى الأردن، ولا يزال أربعة آخرون في إسرائيل، ويعتقد أن اثنين من الأربعة يختبئان في مجدل شمس.

ويواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي، البحث عن الأسرى الفلسطينيين الستة الذين فروا الاثنين من سجن "جلبوع"، شمالي إسرائيل.

واستنفرت الدولة العبرية قوة أمنية كبرى للبحث عن الفارين، وسيّرت طائرات دون طيار ونصبت نقاط تفتيش على الطرق، وانتشر الجيش في محيط مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة التي يتحدر السجناء الستة من مخيمها وقراها.

واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان اعتقال الطبيب "الموظف في وحدة الشكاوى" في الوزارة "بعد اقتحام منزله وترهيب عائلته"، على حد قولها. وطالبت الوزارة مؤسسات حقوق الإنسان بـ"التدخل الفوري للإفراج عنه".

وفرّ المعتقلون الفلسطينيون الستة فجر الاثنين الماضي من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، بعد أن قاموا بإحداث حفرة داخل حمام زنزانتهم. وبينهم القيادي السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح، زكريا الزبيدي، بينما ينتمي الخمسة الآخرون إلى حركة الجهاد الإسلامي.

وقال فؤاد الكمنجي، والد المعتقل الفار أيهم الكمنجي، إن القوى الأمنية الإسرائيلية استدعته واستجوبته عن مضمون حديثه مع ابنه في آخر زيارة له في المعتقل.

ورحّب الفلسطينيون بفرار المعتقلين وخرجوا إلى الشوارع ووزعوا الحلوى ابتهاجا، بينما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وتعليقات مؤيدة لهم.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال لقاء مع صحافيين الثلاثاء، "نحن فرحون بهروب الستة أسرى ومن حق أي أسير أن يبحث عن طريقة لنيل حريته كيفما يشاء".

وحمّل أشتية إسرائيل مسؤولية حياة الأسرى الفارين.

ودعا المنتجين الفلسطينيين وصانعي الأفلام إلى البدء في إنتاج فيلم عن عملية الفرار. وقال "كنا دائما معجبين بالفيلم الأميركي 'الهروب الكبير' والآن لدينا قصة بيننا عن هروب عظيم".

وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى تردّي الأوضاع في السجون الإسرائيلية بعد هروب الأسرى الستة، موضحا أن بعض السجون شهدت مناوشات رفضا لعمليات نقل بدأتها السلطات الإسرائيلية عقب الحادثة.

وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية الاثنين أنها تعمل على نقل نحو 400 معتقل "أمني" من سجن جلبوع، تحسبا لوجود أنفاق أخرى أسفله.